Author

يأكلون بأيديهم!

|
غضب البعض دون مبرر حين قلت إن نزالي الهلال والنصر، والاتحاد والأهلي هما لقاءان بين الهلال والاتحاد، قطبا الكرة السعودية خلال العقد الأخير، مهما حاول الآخرون كسب مكان أحدهما. حملوها مسحاً للآخر، وعدم اعتراف، ولم يقيسوها بمقاييس العقل والمنطق. وجاءت النتائج لتثبت أن اللقاءين فعلا كانا بين الهلال والاتحاد. فاز الهلال، وقفز للصدارة، وخسر الاتحاد وتخلى عنها، هكذا كانت الحكاية. ويمكن أن يقال انهزم النصر، وفاز الأهلي، لكن ما المحصلة النهائية لهزيمة الأول وخسارة الثاني؟ إن كانت تاريخية، فربما، وفي ذلك الرأي وجاهة لا يمكن أن نقلل منها، لكنها لن تكون بأي حال من الأحوال أهم من النقاط الثلاث المحددة لهوية البطل وسيره في الدوري في المنعطف الأخير والأخطر. وإن كانت تحسين مراكز، فهي تندرج أيضا تحت فرضية المهم والأهم. يهم الهلاليين الفوز على النصر الغريم التقليدي السابق، لكن الأهم النقاط الثلاث. وتهم الاتحاديين أيضا عدم الخسارة من الأهلي تحديدا، لكن الأهم عدم خسارة النقاط الثلاث. فاز الهلال بالتخصص في الدوري، وتلاشى النصر تماما في الشوط الثاني. حضر ربيع عمان وكويكبي الوحدة، ولم يشاهدا مرمى الدعيع إطلاقا. بينما كرر ياسر نفسه مرة أخرى في لقاءات الهلال بالنصر. الروماني قدم عرضا جيدا، وكذا الحال لولي، وسول والبقية. دفاع الهلال لم يختبر، لغياب الطالب النجيب الذي يستطيع الوصول إلى مناطق الخطورة الزرقاء. أما الاتحاد، فلم يخسر أمام الأهلي فقط، بل خسر الصدارة، وهذا الأهم.ثمة ضغط يمارس على كالديرون، حتى قبل الهزيمة الأخرى، والسبب (الإعلام) إياه. في ذاك الإعلام، ينظرون كثيرا، وتحس كما لو كان لكل واحد منهم سجل تدريبي عريق. لكالديرون أخطاء، لكن غيره أخطاؤه أفدح. لم يلعب الأهلي لأحد، بل لعب لنفسه، ولتاريخه، وكيانه وجماهيره. ولم يقدموا الصدارة المعنوية للهلال، بل أخذها الهلال بيده، وخسرها الاتحاد. علينا أن نعي أن الدوري لا يحسم بنزال واحد، بل المشوار طويل. في معترك الدوري النقطي والتنافس المثير، لا تهم الصدارة كثيرا، فالأهم الدوري. قد تتصدر كثيرا، ثم تخسر، كما الاتحاد تماما، ليكون الألم مضاعفا. خسارة الدوري، وخسارة الجهد المهدر في الاهتمام بالصدارة. النزالات المتبقية للهلال والاتحاد ستكون نهائية. أي تفريط في أي نقطة قد يكلف أحدهما الدوري برمته. يشترك الهلال والاتحاد في لقاءات أمام ذات الفرق. الشباب سيلعب دورا كبيرا أمام كليهما، والاتفاق كذلك. وسيبقى لقاء الفريقين النهائي مرهونا بما سيقدمه الفريقان قبله. كوزمين مستقر، بينما كالديرون مشتت. الأول لديه أجندة واضحة، وثبات في العطاء، واستقرار، بينما الآخر يعيش في صخب، ومطالبات، وضغوط ، قد تعجل برحيله. التاريخ (النقطي) يقول إن الهلال دائما ما يتفوق، ولعبة النقاط لعبته المفضلة. بينما الاتحاد لم يحصل على الدوري النقطي إلا مرة واحدة في الدوري المشترك. صديقي الاتحادي الرابض تحت أشجار الطلح هناك يتوقعها هلالية، وقد تكون من باب التخدير المعتاد. مقاله الأخير حول المنقار والطائر فيه إسقاطات كثيرة لمن أراد أن يفهم، ولا عذر للبليد. أما أنا فأرى أنه من الصعوبة جدا التوقع بما قد يحدث، حتى لو كانت الأمور تسير في كفة الهلال بشكل وقتي. المهم أن كلا منهما عليه أن يأكل بيده ليشبع! فطعام الأيادي الأخرى لا طعم له ولا رائحة! نوافذ: ـ خرج رئيس لجنة الاحتراف، وأعلنها بصراحة أنهم لا يملكون الحق في تكميم أفواه اللاعبين والتعبير عن رغباتهم! ـ يبدو أن الجمهور النصراوي بدأ يحس فعلا بالإحباط في نزالات الهلال تحديدا! لكن ماذا عن جمهور الهلال! أهو الامتعاض من نتيجة الوطني! غريبة! ـ هل قدمت أشرطة التسجيل للجنة، أم كانت القضية كذبة كبرى! أخالها كذبة تحتاج إلى موقف رسمي من نادي النصر! ـ عاد الأهلي لتاريخه القديم فأوقف مسلسل هزائم الدوري! ـ قراءتهم متلونة للأنظمة، ويقدمونها كما لو كانت حقائق دامغة! ـ كانوا وما زالوا دجالين! كاتب رياضي

اخر مقالات الكاتب

إنشرها