أخبار اقتصادية

"التنافسية": لا ترموا أموالكم في أمريكا..استثمروا في البنية التحتية

"التنافسية": لا ترموا أموالكم في أمريكا..استثمروا في البنية التحتية

"التنافسية": لا ترموا أموالكم في أمريكا..استثمروا في البنية التحتية

وجه بيتر شيف، رئيس شركة يورو باسفيك انتقادات لاذعة للحكومة الأمريكية السابقة والتي وصفها "بالفاشلة"، خلال الجلسة الحوارية التي خصصت البارحة لمناقشة المخاطر العالمية في 2009، ضمن فعاليات منتدى التنافسية، مشيرا إلى أن تداعيات الأزمة الراهنة التي هي من صنع الولايات المتحدة ستستمر في أمريكا لعشر سنوات مقبلة، ومحذرا من قيام الدول الخليجية برمي أموالها في حضن أمريكا لأنها ستستثمر في شراء الأصول الفاسدة ـ على حد تعبيره. إلى ذلك اتفق متحدثون مشاركون في جلسات المنتدى أمس، على أن الاستثمار في البنى التحتية هو طوق النجاة لاقتصادات العالم للخروج من تأثيرات الأزمة المالية العالمية في الأداء الاقتصادي، مشيرين إلى أن تعزيز الحكومات لميزانياتها الإنفاقية على مشاريع البنى التحتية سيعزز من نشاط الشركات ويفتح فرص عمل أوسع، إلى جانب أنه يدعم القطاع المالي بمزيد من السيولة. في جانب آخر، ينتظر اليوم بحسب مصادر تحدثت لـ"الاقتصادية" إعلان مبادرات يطلقها مركز التنافسية في الهيئة العامة للاستثمار مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة. في مايلي مزيداً من التفاصيل: نصيحة اقتصادية للعالم ولدول الخليج بالتحديد.. "لاترموا أموالكم في حضن أمريكا لأننا سننفق أموالكم الغبية التي أقرضتمونا إياها في شراء الديون".. تلك لم تكن نصيحة عابرة خارجة عن المنطق أو بسبب أهواء شخصية، إنها نصيحة انطلقت من خبير اقتصادي أمريكي من عاصمة النفط العالمية وتحديداً في منتدى التنافسية الدولي في الرياض. ذلك الخبير لم يكتف بهذا القول بل خالف جميع المشاركين معه في الجلسة الحوارية التي خصصت أمس لمناقشة "المخاطر العالمية في 2009"، في أن الأزمة المالية العالمية ستستمر في أمريكا لمدة عشرة أعوام، وفي العالم لمدة خمسة أعوام، مرجعاً السبب الرئيسي في نشأتها إلى فشل الرئيس الأمريكي بوش السياسي والاقتصادي وفريقه وبالتحديد آلان جرينسبان رئيس الاتحاد الفيدرالي الأمريكي، معتبراً أنهم "ورطوا أمريكا والعالم في أزمة عالمية خانقة". #2# بوش لم يسلم من الانتقاد اللاذع حتى بعد رحيله عن الحياة السياسة، ويبدو أن العالم سيذكره طويلاً إلى أن يتعافى من أوجاعه الاقتصادية، هذا ما ركز عليه بيتر تشيف رئيس شركة يوروباسفيك الذي بدا على قسمات وجهه الغضب وهو يتحدث عن الرئيس الأمريكي الأسبق وإدارته الاقتصادية التي جرت الشعب الأمريكي إلى مراذل الديون المتعثرة على حد قوله. ما المشكلة في رأي تشيف؟ يجيب:"مشكلة أمريكا استمرارها في إقراض الأموال والتأثير في المقترضين في العالم، والدول كانت تقبل بضخ الأموال في أمريكا وتواصلت الفقاعة"، يضيف:"هذه فقاعة اقتصادية عاشتها أمريكا، وبددت ثروات العالم إلى أن انفجرت في وجهها". اللوم حالياً في رأي الخبير الاقتصادي ركز على المنتجات المالية التي ولدتها في الأساس الحكومة الأمريكية، ناصحاً دول العالم بالتركيز وضبط المدخرات، وتقليل الاستهلاك وتغيير السياسات الاقتصادية لمواجهة الأزمة العالمية. تشيف قال أيضاً "نحن الآن نكرر أخطاء الثلاثينيات لكن ما حصل في العالم أقوى من ذي قبل وغير مسبوق، وأؤكد هنا أن الابتعاد عن ربط العملات بالدولار أفضل في هذه المرحلة السيئة التي تمر بها العملة الأمريكية. واعتبر تشيف المتخصص في الأوراق المالية أن أسعار الأسهم العالمية عانت خلال الفترة الماضية فقاعة كبيرة تضخمت، إلى أن هوت في وجوه المستثمرين، مؤكداً أن تلك الأزمة سيعانيها العالم لفترة طويلة إذا ما كانت هناك سياسات اقتصادية حكيمة. أحد الحضور يسأل: هل هناك قوى ساهمت في تفاقم الأزمة؟ أجاب تشيف: "الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي"، بهذه الإجابة صمت الجميع إلى أن استوعبها وصفق له طويلاً، حتى أن مديرة الحوار وصفته بـ "متطرف الرأي"، لكنه بدا أنه ذكرها بمنصبها وهي "إدارة الحوار". الجلسة التي استمرت زهاء الساعة ونصف الساعة جاءت ساخنة بالنقاشات رغم برودة طقس العاصمة، حيث تفاعل الحضور مع المحاضرين بشكل كبير، بالرغم من أن معظم الآراء جاءت متشائمة تجاه المخاطر العالمية لعام 2009، لكن البعض منهم - المحاضرين - أعطى بصيص أمل للخروج من الأزمة إذا ما تعاونت السياسة مع الاقتصاد بالشكل البناء. بيتر كورير رئيس مجلس إدارة شركة يو بي إس إيه جي بدأ حديثه بالثناء على دور المملكة الاقتصادي، قائلاً: "هناك في المملكة ذكاء في التأقلم مع الأزمة المالية العالمية، وأؤكد أنها من الدول الأولى التي ستتغلب على تلك الأزمة". نادى كورير بضرورة أن يكون هناك مزيد من عمليات الضبط في خمس عمليات مالية هي: رأس المال، السيولة، إدارة المخاطر، صناعة الخدمات المالية للمنتجات، تعويض البنوك باتجاه دفعها للتغلب على الخسائر، واصفاً البنوك بـ "الطفل اليتيم للأزمة العالمية". وأبدى رئيس مجلس إدارة شركة يو بي إس إيه جي قلقه من توجه الشباب من خريجي الجامعات المتخصصين في الشؤون المالية إلى غير قطاعات البنوك، معتبراً أن ذلك سيكون له آثار وخيمة على الصناعة البنكية. ولفت كورير إلى أن خدمات السندات المقدمة لغير الحكومات ستختفي بشكل تام خلال الفترة المقبلة، مطالباً الدول والحكومات بالعودة إلى دورها التقليدي في دفع العجلة الاقتصادية بالشكل المثمر والبناء. لم يستبعد كورير أن تكون هناك اندماجات في قطاع البنوك وبالأخص الصغيرة منها مع الشركات المالية الأخرى لمواجهة الأزمات، إلى جانب تقليص مصروفاتها، وتقليل مخاطرها، كما أنها ستنتقل من تركيزها على الأسواق المالية إلى القروض بشكل كبير، معتبراً أن ذلك سيساعد على استمرار حركة الائتمان على فترة طويلة. شوميت بنيرجي الرئيس التنفيذي لشركة بوز وشركاه قال خلال كلمته:"الأزمة المالية العالمية ستصل إلى قطاعات أخرى، لذا يجب وجود تعاون بين الدول على مستوى القطاعين العام والخاص، إذ مازالت مشاكل كبيرة في قطاع الإسكان، والطاقة، والغذاء، وقد نرى انهيارا في قطاع النفط"، كما يجب علينا مواجهة الجرائم الإلكترونية لتجنب التقليل من فاعلية الشبكات المالية والمعلوماتية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية