ألمانيا تصدر "الانضباط والدقة في المواعيد" إلى كولومبيا

ألمانيا تصدر "الانضباط والدقة في المواعيد" إلى كولومبيا

تشتهر ألمانيا بتصدير السيارات والمنتجات التكنولوجية المتقدمة إلى مختلف أنحاء العالم ولكنها بدأت الآن أيضا في تصدير "الانضباط والدقة في المواعيد". وشرعت شركة ألمانية في تنفيذ مشروع طموح يهدف لاحلال النظام في مدينة كالي الكولومبية التي تعاني من فوضى مرورية شديدة إذ أن تأخر الحافلات عن مواعيدها وعدم وجود جدول مواعيد ملزم لوسائل المواصلات العامة صارت من الامور الطبيعية في المدينة التي تعد ثالث أكبر مدينة في كولومبيا. ونشرت مجلة "شبيجل" الالمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين تقريرا حول هذا الموضوع أوضحت فيه تدهور مستوى المرور في مدينة كالي التي تتوقف فيها الحافلات بعيدا عن المحطات إذا لوح لها أحد الركاب بيديه. وغالبا ما تتعطل الحافلات القديمة في منتصف الطريق ويحاول السائق إصلاحها رغم غضب قادة السيارات بالاضافة إلى وصول تلوث الهواء في المدينة إلى معدلات مرتفعة. وسلمت سلطات المدينة إلى شركة ألمانية متخصصة في البرمجيات الخاصة بوسائل المواصلات مهمة إعادة الانضباط إلى شبكة المرور بالمدينة. ويعمل الخبراء الالمان على تركيب تقنيات خاصة من شأنها تحسين شبكة الاتصالات بين السائقين ومراكز المرور. وشعر سائقو الحافلات في كالي بتغير شديد بعد تركيب تقنية معينة في مقصورة القيادة توضح للسائق عن طريق اللونين الاحمر والاخضر ما إذا كان متأخرا عن ميعاده أو وصل إلى المحطة في وقت مبكر. ونقلت المجلة عن المهندس الالماني إرنست دينرت أحد المسئولين عن المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو 17 مليون يورو قوله:"نرغب في تقليل التكدس المروري وتقليل فترات الانتظار وتقديم أسعار مغرية بالاضافة إلى الامر الاهم وهو تقليل معدلات تلوث الهواء التي تتسبب فيها الحافلات القديمة وتقليل عدد ضحايا حوادث السير" وأوضح المهندس أن الهدف من هذا المشروع باختصار هو تصدير الدقة في المواعيد والنظام "المصنوع في ألمانيا" إلى أمريكا اللاتينية التي تتعامل مع المواعيد بشكل آخر. ويخطط المهندسون الالمان لوضع خرائط في كل محطة توضح مواعيد الحافلات وخط سيرها كما تعتزم تقديم هذه المعلومات للركاب أيضا عبر شبكة الانترنت. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الدقة الالمانية قد تكون ملائمة لسكان أمريكا اللاتينة قال دينرت:"يتنافس السائقون فيما بينهم حول من يمكنه الوصول في موعده بالضبط". ويأمل المهندسون الالمان أن تنجح خططهم لتصدير النظام إلى كالي لتكون بمثابة انطلاقة لهم تفتح الباب أمام مشاريع جديدة في أمريكا اللاتينية.
إنشرها

أضف تعليق