Author

الفُرس "ظاهرة صوتية"!

|
انتصرنا على إسرائيل، وأجبرناها على العودة إلى حدود السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) 2008، انتصارنا ضخم وعملنا متقن، فأصواتنا المبحوحة من المحيط إلى الخليج ارتفعت من خلال المظاهرات الكبيرة والشعارات المرتفعة، حررناها بالشجب والتنديد ومن خلال استعراض عبد الباري عطوان، والصوت الملغّم لحسن نصر الله . ومع النصر العظيم الذي تحقق، طفقت أتساءل: أين إيران وما الذي حدث لتهديداتها بأن تسحق الدولة العبرية وتنفيها من الوجود انتصارا لأهل فلسطين ..، هي نصرة إيرانية للقضية الفلسطينية .. أزعجت بها العالم وتوعدت بها القاصي والداني، وأرهقت بها مجلس الأمن والإعلام.. لكن حين حضرت الحقيقة ودكت النازية الصهيونية أرض غزة وقتلت أهلها، دست إيران رأسها في التراب كالنعامة، وكأن لا تهديداً قد صدر ولا وعيداً ظهر.. اختفى الصوت الإيراني تماماً واستعاض بصوت مندوبهم الدائم في لبنان، لبث الفرقة بين العرب، ورمي التهم جزافاً، ونسوا وتناسوا هم وحلفاؤهم أنهم من يتحمل وزر نفخ رجال حماس حتى ظنوا أنهم حقاً قادرون على رمي إسرائيل في البحر. كانت مأساة حقاً .. لكن لن ننسى أنها أظهرت حقائق جلية ويكفي أن أهم تلك الحقائق، أنها وسعت من مفهوم الظاهرة الصوتية لتشمل بلاد فارس بحيث لم تعد تقتصر على العرب فقط، وأثبتها تماما المرشد الإيراني الأعلى وهو يعلن أن لا حول ولا قوة لهم تجاه إسرائيل فأيديهم مكبلة.. وتلك كارثة كبرى، فلأي شيء أيها المرشد قد دفعتم حماس، وما نوع الدعم الذي وعدتموها به أنتم وحلفاؤكم؟ من جهتنا فقد علمنا نوع الدعم وأبصرنا حجم المساندة فهي صوتية.. صوتية يا ولدي( على رأي نزار قباني)، ولا فرق بين فارسي وعربي إلا بحجم المظاهرة .. واتساع الفم والتنديد والشجب، لكن في هذه المرة تفوق الفارسي بالوعود التي لا تتحقق والضمانات التي لا توفى. ومسكين أنت أيها الفلسطيني مازلت تحت لواء الشعارات والوعود الكاذبة، فلم تتعلم من تجارب الماضي ولم تقرأ التاريخ جيداً .. من جمال عبد الناصر الذي توعد وهدد بأن يرميهم في البحر ولم يسلم من تهديده حتى إخوانه العرب، ثم خسر جزءا من أرضه، ومن ثم صدام حسين الذي أراد لأجلك حرق نصف إسرائيل، فأحرق أرض الكويت ورمى بلاد الحرمين بالصواريخ، ولكليهما خرجت أيها الأخ الفلسطيني هاتفاً مؤيداً، غير مدرك أنك تقاد ويتاجر بقضيتك، حتى الفرس عملوا ذلك وغزوة غزة قد كشفتهم .. فهل تعلمت الدرس؟ من جهتنا لا نعتقد ذلك في ظل وجود المروجين المتكسبين من القضية .. وأسالوا الفرس، ولا تبتعدوا كثيراً لتنظروا إلى ابن جلدتكم عطوان ومن هم على شاكلته من أصحاب الحسابات المالية الكبيرة ..لتعلموا كيف هي القضية الفلسطينية مربحة لهم.
إنشرها