مصطلحات اجتماعية تقف حائلا دون إدراك المرأة لمفهوم التعدد الصحيح

مصطلحات اجتماعية تقف حائلا دون إدراك المرأة لمفهوم التعدد الصحيح

مصطلحات اجتماعية تقف حائلا دون إدراك المرأة لمفهوم التعدد الصحيح

مصطلحات اجتماعية تقف حائلا دون إدراك المرأة لمفهوم التعدد الصحيح

مصطلحات اجتماعية تقف حائلا دون إدراك المرأة لمفهوم التعدد الصحيح

مصطلحات اجتماعية تقف حائلا دون إدراك المرأة لمفهوم التعدد الصحيح

أصبح تعدد الزوجات من الأمور التي تثير عند النساء الغيرة, بل يدفعهن إلى اتهام الزوج بالخيانة ووصفه بعبارات مخالفة للشرع, ما يتوافق مع أهداف المناهضين للتعدد الذين شوهوا صورته, وأن الشهوة أساس الاندفاع إليه. ونظرا لأهمية تجلية الصورة المرسومة في ذهن المرأة عن التعدد, واللبس المسيطر على بعض النساء, بل المجتمع بشكل عام نحو مفهوم التعدد العادل, كان لا بد أن يكون لأهل العلم كلمتهم الفاصلة لدحض افتراءات المعارضين للتعدد ليس من الناحية الشرعية فقط, بل المناهضين له بشكل عام, مع توضيح الصورة بشكل أكبر حول السلبيات التي تقع من المعددين, التي لعبت دورا كبيرا في تشويه صورة التعدد لدى فئة معينة من النساء. وللتعرف أكثر على هذه الآراء وتبيين سماحة هذا الدين وقدرته على معالجة كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة, فيما يلي ما قاله العلماء والدعاة حول هذا الموضوع المهم لكل أسرة مسلمة. #2# في البداية أكد الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض, أن هذا الدين حث على مشروعية التعدد, يقول الله ـ عز وجل: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أن لا تعولوا", فهذه الآية حثت الرجال على التعدد وبينت أن هناك شروطا لهذا التعدد, من أبرزها أن يجزم الرجل على أنه قادر على العدل كما أراد الله ـ جل وعلا ـ وأن تكون لديه القدرة على النفقة, أن تكون لديه القدرة المالية على الإنفاق وقدرة جسدية وقدرة إدارية, بل من كان لديه هذه الأمور أصبح التعدد في حقه فضيلة, أما أن يكون غير قادر ماليا, فهذا يعدد ويتراكم عنده الأولاد فلا يستطيع القيام بمهام الإنفاق على الزوجات والأبناء بل إن بعضهم قد يعطي زوجة ولا يجد ما يعطي الأخرى, وهذا لا يليق بالمسلم الذي يجب عليه أن يكون عادلا بين زوجاته, وهو ما أمر به المولى ـ عز وجل ـ عباده وحث عليه في الآية الكريمة السابقة فنسأل الله التوفيق للجميع والسير على هدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. #3# من جهته, يوضح الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الداعية الإسلامي المعروف, أنه من المستحسن لمن أراد أن يزوج ابنته أو كل امرأة تخطب أن يسأل ما الغاية من زواج الرجل المتقدم للزواج من الثانية أو الثالثة أو الرابعة, فهذا سؤال ملح ومعرفة الإجابة عنه أمر ضروري ويتوقف عليه السعادة أو الشقاء في الحياة الزوجية, فهل غاية من يريد الزواج من الثانية أن زوجته الأولى لم تستطع القيام بواجباتها وحقوقه, كأن تكون مريضة أو غير ذلك فيكون البديل ليس الطلاق وإنما التعدد؟! أم أن الغاية مجرد عدوى أصيب بها من أراد التعدد وذهب يبحث عن الزوجة الثانية لمجرد أنه سمع أو جلس في مجلس يتحدثون فيه عمن تزوج من فلان أو غير ذلك فأصيب بعدوى التقليد فقط, وحتى لا نكون رهبانيين فقد شرع الله للإنسان أن يتزوج لأكثر من غرض لمال المرأة وجمالها ولدينها, فمن أراد أن يتزوج امرأة لمالها وبنية أن يغنيه الله فلا شيء عليه وينبغي ألا يصبح سخرية ومحل تندر بين الناس ولا نرميه بالنقيصة, وأكمل المقاصد وأتمها هو الدين, كما بين ذلك حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك" وفي الحديث الآخر "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة", ويضيف لماذا نجد كثيرا من الزواج بالثانية والثالثة معرض للفشل؟! والجواب أن الزواج الأول كان زواج حاجة ورغبة ومعاناة وسد حاجة قائمة فكان فيه من التوفيق والسعادة الشيء الكثير, وهذا كلام ليس ضد التعدد ولكن كثيرا من الناس زواجه بالثانية والثالثة لمجرد التغيير ولم تكن النية صالحة, وهنا ليجد السعادة فقد كانت النية نزوة وقضاء وطر ومن كانت نيته العفاف فسيكون سعيدا ـ بإذن الله ـ لأن الله وعد بالعون فلا نسأل عن بركته وسعادته. #4# ويقول الشيخ سامي الخلف المحامي والمستشار الشرعي إن الله أباح التعدد وحدد لذلك ضوابط يجب على كل مسلم التقيد بها وعدم إهمالها لأن في ذلك مخالفة للتوجيه الرباني قال تعالى: "انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم), فالتعدد أفضل للمرأة الأولى من الطلاق, وكذا فإن المرأة الثانية ربما تكون عانسا أو فيها عيب خلقي أو مطلقة أو أرملة ونحو ذلك فيكون الزواج خيرا لها، والمرأة التي تكون سالمة من العقم والعرض نسألها أين الإيثار والتضحية؟ أين الأخوة الإسلامية؟ ونقول للثانية المترددة في قبول الرجل المتزوج أين الإيثار والتضحية وربما فتح الله للزوجة الأولى والثانية خيرا كثيرا، صحيح أن الأولى والثانية قد يكرهن مثل هذا الزواج ولكن هل المكروه معلوم نتائجه قال تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" إن المرأة لا يمكن أن تستغني عن الرجل بأي حال من الأحوال مهما عملت ومهما كسبت ومهما وصلت إلى أعلى المراكز الاجتماعية والثقافية, ومما تقدم يتبين أن التعدد يقتضيه العقل والنقل والمصلحة, فهو لمصلحة الفرد والجماعة, فحري بالمرأة الأولى والثانية والثالثة والرابعة أن ترضى بما قسم الله لها ومعلوم أنه لا يأخذ أحد في هذه الدنيا شيئا إلا نصيبه, وعلى المرأة ألا ترد الرجل صاحب الخلق والدين لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير" فلم يفرق ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المتزوج وغير المتزوج, المهم الدين والأمانة. لا ننسى الحديث عن بعض النساء اللاتي مررن بتجربة فاشلة مع التعدد إما بحمقهن وإما بسبب ضعف الوازع الديني لديهن, فنغصن حياة أزواجهن فطلقوهن, أو بسبب وقوعهن في يد أحمق أو في يد رجل ضعيف الوازع الديني فطلقهن, فهذا لا غرابة فيه, فقد يظلم وقد يطلق, ولكن مثل هذا الصنيع لا يحصل من المنفرد الذي ليس عنده غير زوجة واحدة ولكن يعلم أن الدين الإسلامي يحرم الظلم ويحرم ظلم الزوجة ويزداد تحريم الظلم ممن لديه أكثر من زوجة, ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة وشقه مائل) وما يفعله بعض الرجال من ظلم زوجاتهم وتنكر بعضهم لزوجاتهم السابقات أمر لا يقره الشرع ويأثمون على ذلك, ولذلك يحسن بالرجل أن يبادر إلى التعدد وهو في مرحلة الشباب, وهذا لمصلحة زوجته الأولى حتى يجد في القديمة ما يجد في الجديدة من الحيوية وبمبادرته سيساعد على حل كثير من المشكلات, ولقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صفوة خلق الله طريقة التعامل بين الزوجات "هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك", ومعلوم أن الذي يملكه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حيث النفقة والكسوة والمسكن وغيرها مما هو من مقدور الرجل أن يعد فيه والذي لا يملكه الحب ودواعيه لأنه لا يلام شرعا على ذلك إذا لم يتكلم, فالمقصود هو الميل الشخصي الذي لا يتحكم فيه الإنسان, والمهم أن يجتهد الإنسان ويتحرى العدل ويعقد النية والله عليه شهيد. من جهته, قال الشيخ مسعود الغامدي الداعية الإسلامي: إن موضوع تعدد الزوجات كمسألة محسومة شرعا والله لا يشرع إلا ما يصلح لعباده ولنا في ذلك قدوتنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأمة التي سارت على نهجه والصحابة تبعوه على ذلك ولم يرد في الآثار الشرعية ما يردده البعض من أن التعدد يصلح لأشخاص ولا يصلح لآخرين وكأنهم يرغبون ويريدون الحجر على التعدد وقصره على نوعية محددة من الناس, بل إنهم نشطوا في إبراز سلبياته, وهو توجه خاطئ, والطبيعي أن يكون التعدد سائرا بين الناس, وفي ذلك ورد الحث من الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالتعدد يقول تعالى: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة", لذا فليس من المناسب تصعيب مسلك التعدد, بل إننا نخشى أن يصبح أمرا مذموما ويترسخ في أذهان رجال الأمة من خلال ممارسة أعداء الإسلام الذين يهمهم التشكيك في شرائع الإسلام وشرائع الملة وتشويهها وغيرها من السنن, كما أخشى أن يقع بعض أصحاب النيات الطيبة في شراك ما يبثه المشوهون لسنة من السنن شرعها الله وهو يعلم أنها خير لعباده, وبالتالي تصعيبها خطأ يحول بينها وبين الاستفادة منها, علما أننا نرى في بعض المجتمعات أعدادا كبيرة من النساء, فإذا لم يكن الحل التعدد وتيسيره على الناس فما الحل لدى هؤلاء؟ #5# ويشير ناصر الشهري الإخصائي الاجتماعي إلى أن القدرة المـالية والـجسمية والنـفسية مهمة للراغب في التعدد شريطة العدل لأن عدم العدل يقود لعديد من المشكلات الشــــخصية الاجتماعية, والمـلاحظ في الوقت الحاضر أن السبب الرئيس في تعدد الزوجات لا يعود إلى أسباب وجيهة وإنما يعود إلى أسباب مظهرية, وهذه النوعية من الرجال المعددين يختلفون كثيرا عن الشاعر الذي وصف حاله بقوله: تزوجت اثنتين لفرط جهلي فما أشقاك يا زوج اثنتين فزواج الرجل من اثنتين أو ثلاث سيؤدي إلى مشكلات اجتماعية لا حصر لها مثل كثرة المشكلات اليومية بين الزوجات وكثرة الأبناء والميل لأبناء إحداهن وترك أبناء الأخرى, وهناك عديد من الشواهد اليومية لمثل هذه الأمور. ويضيف الشهري أن التعدد ضمان اجتماعي لعدد من النساء, حيث فرض الله تعالى نفقة المرأة على زوجها, بل إن نفقة الزوجة تتقدم جميع النفقات لسائر الأقارب, ولذلك فإن الإسلام يكلف في مثل هذه الظروف الزوج بالنفقة على مجموعة من النساء, بل مجموعة من الأسر, ولو عطلنا هذا الجانب من التشريع لأوجدنا خللا اقتصاديا وعوزا لمجموعة من النساء لم يتسع لهن المجال, وهذا يشكل خطورة اجتماعية وأخلاقية واقتصادية ولربما تضطر المرأة إلى تكفف الناس ولربما تسقط أخلاقها وتتنازل عن شرفها من جراء هذا, لكن حكمة الله اقتضت التعدد لرأب الصدع, ولا عجب, فهذا النظام من لدن حكيم خبير.
إنشرها

أضف تعليق