ماضي الرخاء الأمريكي ومستقبله في ظل الأزمة المالية

ماضي الرخاء الأمريكي ومستقبله في ظل الأزمة المالية

يؤكد مؤلف الكتاب أن هناك فجوة ضخمة في تاريخ العالم، ألا وهي التضخم الكبير الذي يعد أسوأ خطأ في السياسة الداخلية للولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي لعب دورا مهما في تحول السياسات والاقتصاد الحياة اليومية الأمريكية. إلا أن قصة هذا التضخم الكبير نادرا ما يتم ذكرها أو تقييمها. يشدد الكتاب على أنه في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم الآن، من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نفهم ما حدث في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وإلا فستزيد احتمالات تكرار ذات الأخطاء. في تلك الفترة، ارتفعت معدلات التضخم من 1 إلى ما يقرب من 14 في المائة. يمثل هذا الارتفاع ذروة التضخم في أوقات السلم في تاريخ الولايات المتحدة، وهو ما كان له تأثير كبير في وقتنا الحالي. يؤكد مؤلف الكتاب أنه لا يمكننا فهم ما صار إليه العالم اليوم دون فهم التضخم الكبير وتوابعه. كما لا يمكننا إعداد العدة للمستقبل إلا إذا فهمنا الدروس المستفادة من الماضي. تتضمن التأثيرات المباشرة لهذا التضخم انتخاب رونالد ريجان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1980، والركود في المستويات المعيشية، وزيادة الاعتقاد في الولايات المتحدة وفي الخارج بأن عهد الولايات المتحدة كقوة عظمى قد انتهى. يقدم استقرار الأسعار إحساسا بالأمان، ويساعد على تأكيد دعائم النظام الاقتصادي والاجتماعي، فهي مثل الشوارع الآمنة ومياه الشرب النظيفة وشبكات الكهرباء، وكل هذه الأشياء لا نلاحظ أهميتها قط إلا عندما نفقدها. فمثلا عندما أصيب استقرار الأسعار في مقتل في السبعينيات كانت النتيجة أن عمّ الذعر. في هذه السنوات، كانت الزيادات الهائلة في الأسعار هي القاعدة، وكانت كالأمطار التي لا تتوقف، فأحيانا تهطل شيئا فشيئا وأحيانا تكون كالسيول، إلا أنها كانت دائما مستمرة. كانت الأسعار ترتفع أسبوعيا: أسعار المواد الغذائية والخدمات والمعدات والأجهزة، ولم يكن بمقدور الناس معرفة ما إذا كانت رواتبهم ستزيد بالقدر الذي يمكنهم من ملاحقة ارتفاع الأسعار المستمر أم لا، فكان التخطيط المالي صعبا، وكانت المدخرات معرضة للخطر، ولم يكن بمقدور أحد التحكم في التضخم. يتتبع الكتاب جذور التضخم وارتفاعه الكبير ثم انخفاضه الحاد في فترة التراجع الاقتصادي بين عامي 1981 و1982. والواقع أن نهاية هذا التضخم أفرزت تغيرات اقتصادية واجتماعية لا تزال تؤثر على الولايات المتحدة. كان من هذه التغيرات ازدهار كلا من البورصة الأمريكية وسوق العقارات؛ وصار الاقتصاد الأمريكي أكثر إنتاجية وأقل حماية للعاملين فيه؛ كما لاقت العولمة ترحيبا كبيرا. Title: The Great Inflation and Its Aftermath: The Past and Future of American Affluence Author: Robert J. Samuelson Publisher: Random House ISBN-10: 0375505482 November 2008 Pages: 336
إنشرها

أضف تعليق