Author

تعليم الاحترام

|
إن الاحترام هو القاعدة التي يرتكز عليها كثير من القيم الإنسانية وغرسه في الطفل يمهّد لتعزيز القيم الأخرى لديه وهو يكبر. والأطفال الذين يتعلّمون الاحترام هم أنفسهم الأعضاء الأفضل في المجتمع،الذين يكوّنون صداقات جيّدة ويعيشون حياة اجتماعية غنيّة مقارنة بأقرانهم المفتقرين له. لكن قبل التركيز على أهمية أن يظهر الطفل الاحترام للآخرين ينبغي أن نعلم أن فاقد الشيء في هذه الحالة لا يمكنه تقديمه أو التحلّي به. فطريقة تعاملنا مع أطفالنا وحديثنا الموجه لهم هي ما يحددّ اقتناعهم بهذا السلوك ويترسخ لديهم بصورة عمليّة. على سبيل المثال نهتم بتوجيه الحديث إليهم بصيغة مهذبة وواضحة في حالة الأوامر المختلفة أو تعزيز السلوك الإيجابي لديهم، ونحرص على ألا تكون هناك ازدواجية في علاقتنا معهم بوجود أو غياب الآخرين. هذه الازدواجية تحبط الطفل وتشكك في اعتقاداته تجاه المعاملة الجيدة وأصولها، فالرسالة التي نوجهها له هي: أننا لا نحترمك لكن وجود الغرباء في المنزل يستدعي هذا التصرف! والكلمات أيضاً تصنع السحر هكذا يجب أن نعلّم الطفل فقول "شكرا"ً و "لو سمحت" من حين لآخر يعزز ثقته بنفسه ويعوّده على استخدامها مع الآخرين، وهي بلا منازع الأكثر تأثيراً عندما نرغب في اظهار التقدير. في مرحلة الطفولة المبكرة يفيد تحديد الأشخاص والأدوار، كتذكيرهم بالفرق بين كبار السنّ والأطفال في عمرهم والأطفال الأصغر أيضاً فكلّ فئة لها طريقة تعامل مختلفة. ويفيد هنا استخدام الطريقة التمثيلية وتصوير المواقف لمعرفة كيفية تصرف الصغار خلالها. نعلّمهم انتظار دورهم في الحديث والاستئذان قبل الدخول وكل هذه كما سبق وذكرت هي مجموعة من القيم التي تتفرع عن الاحترام. والاحترام لا يتوقف عند القول الحسن بل يجب أن نربط تعليمه للأطفال باحترام الوعود مع الغير وعدم إلقاء الأحكام المسبقة على الأشخاص تبعاً لصور ذهنية سابقة.
إنشرها