المنطقة المركزية بالمدينة ومصير المستثمرين

تعد المنطقة المركزية بالمدينة المنورة من أكثر المناطق جذبا للاستثمار والمستثمرين لاسيما وأنها تتميز بإدارة مستقلة وبأنظمة مرنة بعيدا عن بيروقراطية البلديات. وشهدت المنطقة خلال العشر سنوات الأخيرة الماضية تطورا كبيرا وملحوظاً جعل أغلبية المستثمرين في المملكة يتهافتون عليها حتى وصل المتر المربع إلى قرابة مائتي ألف ريال والعائد من الاستثمار ارتفع بشكل كبير من 4 في المائة إلى 11 في المائة إلى جانب ارتفاع الأصول. ويعود ذلك كله إلى الثقة بأمان ومستقبل المنطقة، فضلاً عن الثقة الكبيرة بالمكتب التنفيذي لتطوير المنطقة المركزية كجهاز حكومي حريص على حماية كل ما يصدر عنه من تراخيص أو أوامر أو نواه، باعتبار أن ذلك سبب كاف في ثقة المستثمرين القادرين على رفع أسعار المنطقة إلى مستويات قياسية متى ما وجدوا أمانا استثماريا، وفي المقابل على خفض أسعارها متى ما وجدوا أن ما يصدر من أوراق وتراخيص سيكون في مهب الريح من بدون سبب مقنع. يأتي هذا المقال على خلفية تطوير جزء من المنطقة المركزية الشرقية المحاذية لبقيع الغرقد والتي طورت أصلا من قبل اللجنة المركزية واعتمد تطويرها وبيعت على أكثر من مستثمر وتداولت طيلة السنوات الماضية وتم إنشاء أبراج سكنية وتجارية وأجر بعضها لفترات تصل إلى عشرين عاما وتسلمت المبالغ وتعددت الأطراف ما بين جهات اعتبارية ومستثمرين, ولا يخفي المستثمرون خشيتهم من إهدار موارد وطنية بمليارات الريالات إلى جانب نشوب خلافات تعاقدية بين أكثر من طرف وانشغال المحاكم والجهات المختصة بقضايا من المفترض أنها محسومة إلى جانب الإساءة المعنوية لسمعة المستثمرين من الشد والجذب مع أطراف التعاقد أمام الجهات المختصة. بالطبع هنالك حاجة ملحة لتطوير المنطقة المركزية الجهة الشرقية الممتدة إلى شارع المطار شمالا والأعمدة شرقا وهي المنطقة العشوائية المتداخلة والمكونة في معظمها من بيوت شعبية متهالكة والتي جاء التوجيه السامي الكريم بتطويرها خدمة لأهالي المدينة والمقيمين بها والزائرين والمعتمرين والحجاج ولكني أعتقد أن المسئولين عن تنفيذ هذا القرار أدخلوا من دون قصد جزءا من المنطقة المطورة محل المشكلة في العملية التطويرية كونها واقعة في الجهة الشرقية ورغم ذلك فإنني على يقين بأن القائمين على تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة وعلى رأسهم الدكتور حبيب زين العابدين ومدير الفرع بمنطقة المدينة المنورة المهندس عبد الحق العقبي لن يألوا جهداً في سبيل حل هذه المعضلة في أقرب وقت إدراكا منهم بدورهم في حماية مكتسبات هذا الجهاز الحيوي ورغبة في تفعيل دوره الريادي في هاتين المنطقتين العزيزتين على قلوب المسلمين.