Author

مؤسسة الملك خالد وتنمية القدرات الوطنية

|
تسعى مؤسسة الملك خالد الخيرية - باعتبارها من المؤسسات الخيرية الرائدة في المجتمع السعودي - إلى أن تكون الرائدة في العمل الخيري والتنموي في السعودية، وهي ملتزمة بتقديم القدوة والمثال للقطاعين الخيري والتنموي، لكي يصبحا نموذجاً دولياً للتميز، وهي تنطلق في هذا المسعى باتجاه توظيف الجزء الأكبر من نشاطاتها باتجاه تنمية المجتمعات المحلية، من حيث رفع مقدرة الأفراد والمؤسسات للتوصل إلى تنمية فاعلة ومستدامة للمجتمع، وإكسابهم مزيدا من المعارف المهمة، مع التعريف بكيفية استخدامها. وتتمثل رسالة المؤسسة - في هذا الصدد - في استخدام الموارد والخبرات من أجل إحداث أثر إيجابي في حياة الناس، عن طريق عقد شراكات لتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية في السعودية. ومن هذا المنطلق جاء برنامج "بناء القدرات الوطنية لتنمية المجتمعات المحلية" الذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، وكانت الباكورة عقد هذا البرنامج في مرحلته الأولى في مركز الأمير سلمان الاجتماعي في مدينة الرياض خلال الفترة من 24 إلى 29 أيار (مايو) الماضي، ثم المرحلة الثانية في منطقة عسير- أبها - في الفترة من 25 إلى 31 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. وأزعم أن البرنامج نجح في مرحلتيه الأولى والثانية، كما هو المؤمل في مرحلته الثالثة التي تنطلق اليوم في المنطقة الشرقية "الدمام"، في الإسهام في تخريج كوادر وطنية قادرة على أداء دورها التنموي داخل المجتمع المحلي، وعلى تحقيق المشاركة المثمرة بين القطاعين الحكومي والأهلي. وأود أن أسلط الضوء على هذا البرنامج، الذي يسعى إلى ترجمة الأهداف التنموية التي تعمل المؤسسة على تحقيقها، المتمثلة في زيادة التأثير الإيجابي لمنهج التنمية المحلية على فئات المجتمع وقطاعاته المنتجة، وتفعيل دور الجهات المشاركة في التنمية المحلية في تعزيز قدراتها الفنية والتنظيمية، وإكساب المتدربين المعارف والمهارات الضرورية لممارسة التنمية المحلية من أجل خدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. والحقيقة أن المؤسسة تنظر إلى برنامج بناء القدرات الوطنية لتنمية المجتمعات المحلية - الذي وضعته "الإسكوا" ودعمته بالخبراء والمدربين - على أنه يضع في مقدمة أولوياته تقوية أطراف العملية التنموية كافة، لكي تمكنها من أداء دور فاعل في إدارة وتخطيط المجتمعات المحلية، بالتدريب والتعليم المستمرين، ومن خلال تنمية قدرة المجتمع وتعزيزها باستمرار لكي يزيد من قدرته على حل المشكلات، وبالتالي فهو جزء متكامل من النشاطات العملية والبرامج التدريبية الموجهة لإحداث تنمية حضرية مستدامة في جميع المجتمعات المحلية. وفي رأينا، أنه من مؤشرات نجاح البرنامج: التركيز على وضع منهج مترابط يعتمد على الأسس المتعارف عليها لتنمية المجتمعات المحلية من قبل الأطراف المشاركة والمتمثلة في: مؤسسة الملك خالد الخيرية، "الإسكوا"، المدربين، والمتدربين، علاوة على تكوين شبكة من المهتمين بالتنمية المحلية والوصول إلى شراكات فاعلة فيما بين قطاعات المجتمع المختلفة، حيث تترجم إلى واقع ملموس من خلال مشروعات ميدانية تسهم في تقديم خدمات واقعية للمجتمعات المحلية. ولهذا جاء برنامج الدورة متضمنا عديدا من المحاور أبرزها: مفهوم المجتمع المحلي وتنميته والتعرف على المشكلات التي تحد من تطوره، أهداف تنمية المجتمع المحلي ومراحلها، تشخيص واقع المجتمع المحلي، رسم الخطط التنموية له، تصميم وإعداد المشروعات، الاتصال ودوره في التنمية، وسائل الاتصال التقليدي والجماهيري، الإعلام التنموي، وعرض تجارب تنموية محلية وغير محلية ومناقشتها. ويشارك في كل برنامج عديد من المتدربين من الفعاليات الإدارية والمحلية المختلفة، إذ إن إكساب المشاركين القدرات والمهارات التي تمكنهم من القيام بدور فاعل في مشروعات التنمية المحلية، والمشاركة في تنفيذها، ومتابعة عملياتها، وتنسيق فعالياتها، لتحقيق الفوائد المنشودة لتنمية المجتمعات، هو من أسمى أهداف البرنامج وغاياته. ولا شك أن المؤسسة - وهي تمثل مفهوما ونموذجاً جديداً في مجال العمل الخيري المحلي، يرتقي بهذا العمل ويحقق قيمة مضافة له، بالشراكة مع الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمؤسسات والجمعيات الخيرية وغير الربحية - تضع نصب عينيها من خلال هذا البرنامج وغيره من البرامج التنموية تحقيق الغايات والمثل والقيم التي سعى إليها الملك خالد ـ رحمه الله ـ من أجل خدمة الفرد والمجتمع، والرفع من مستواه الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمهني.
إنشرها