Author

سلالات الإبل المميزة

|
تبلغ مساحة المملكة أكثر من مليوني كيلو متر مربع، وبسبب هذه المساحة الواسعة تتعدد مظاهر التضاريس من جبال وهضاب وسهول وأودية وكثبان رملية، كما أن درجات الحرارة قد تصل إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية أثناء النهار في فصل الصيف فيما تقل عن الصفر المئوي أثناء الشتاء في بعض المناطق، التي تنعكس بدورها وتؤثر في بيئة الإنسان ونشاطه وحياته المعيشية وتنقلاته, ما جعل هناك ألفة بينه وبعض الحيوانات المستوطنة التي لها علاقة أزلية به على هذه الأرض, وفي مقدمتها الإبل. وتتميز الإبل بعدد وافر من الصفات الإنتاجية المتميزة فيما يتعلق بالتناسل والحليب واللحم, إضافةً إلى أنها لا تحتاج إلى أي نوع من أنواع التجهيزات في الحظائر كما تحتاج إليها الأبقار والأغنام. كما أن معدل استهلاك الأعلاف للإبل منخفض حيث تتغذى الحواشي (صغار الإبل) على عليقة مركزة قدرها 1.5 في المائة من الوزن الحي بينما تحتاج الأبقار والأغنام إلى 205 في المائة من الوزن الحي من العلائق المركزة, كذلك إمكانية الاستفادة من النباتات الصحراوية المنتشرة في أماكن متفرقة في مناطق المملكة الشاسعة التي لا تقبلها إلا الإبل دون سواها من الحيوانات الأخرى. في إصدار لمركز أبحاث الإبل والمراعي في الجوف التابع لوزارة الزراعة أعده كبير الخبراء الفنيين لمشروع تربية وحماية وتحسين الإبل في السعودية الدكتور مختار طه أبو سمرة, استعرض الإبل المختلفة وإنتاجها واستخداماتها ومنها: الحليب، اللحوم، إنتاج الوبر والشعر، إنتاج الجلود، السباق، الركوب للتنقل، العمل قديما لمعاصر الزيوت وسحب الماء من الآبار العميقة, ومن أهم السلالات: المجاهيم (الملحاء) وهي إبل سوداء اللون تنتشر في بادية نجد والجنوب الشرقي من المملكة وهي كبيرة الحجم قليلة الوبر مشهورة بإنتاجها العالي من الحليب وعالية الإدرار, كما أن موسم الإدرار لها قد يصل إلى أكثر من 480 يوما. والإبل الوضح ( المغاتير) وهي إبل بيضاء وتصنف على أنها من الإبل الخوارة أو الإبل الشمالية, وتتميز برأس صغير وتتحمل الظروف المناخية القاسية وتنتشر في الأطراف الشمالية في المملكة كما توجد في الحجاز والأطراف الجنوبية, وهي متوسطة الإدرار, وقد يصل موسم الإدرار 400 يوم. والإبل الصفر وهي متوسطة الحجم وهي غزيرة الوبر مقارنة بالمجاهيم والمغاتير وتمتاز بمعدل نمو أفضل من المغاتير غير أنها أقل إنتاجية من الحليب. والإبل الحمراء وهي من إبل الحجاز وتهامة عسير، وكذلك الإبل الخليط وتأخذ أسماء مختلفة كالزرقاء, الشعلاء, الشقحاء, القمراء, وغيرها, وتختلف مواصفاتها حسب سلالات الألوان التي تنحدر منها. وتصل الأنثى سن البلوغ في عمر سنتين إلى ثلاث سنوات ويتم تضريبها في عمر أربع سنوات لتعطي المولود الأول في عمر خمس سنوات, والإبل لها قدرات عالية على إنتاج الحليب, حيث يراوح إنتاج الحليب اليومي في الإبل التي تتغذى بالأعلاف المروية من 3 ـ 35 كيلو جراما أما تحت الظروف الصحراوية الجافة فتراوح إنتاجها اليومي بين 1.5 و15 كيلو جراما, وتراوح فترة الإدرار بين 8 و18 شهرا, ولله في خلقه شؤون. والله ولي التوفيق.
إنشرها