"الكليجا".. تنتظر الحضور على موائد الفنادق والطائرات

"الكليجا"..  تنتظر الحضور على موائد الفنادق والطائرات
"الكليجا"..  تنتظر الحضور على موائد الفنادق والطائرات
"الكليجا"..  تنتظر الحضور على موائد الفنادق والطائرات
"الكليجا"..  تنتظر الحضور على موائد الفنادق والطائرات

هل تذوقت الكليجا "البيتية " المصنوعة على أيدي نساء شهيرات في القصيم؟ دوما يكون الحديث عن الكليجا القصيمية والذي يعد أحد أهم المنتجات التي يهديها كل أهالي القصيم عند زياراتهم للمناطق الأخرى ويعتبرها البعض (براند) أو هوية للقصيم منذ فترة طويلة.
وترى معظم النساء العاملات في الكليجا أنه رغم الشهرة الكبيرة في القصيم لهذا المنتج الذي لا يقل عن التمور إلا أن الجهات الرسمية قد أغفلت إقامة مهرجان خاص بالكليجا وهو المنتج التي عرفت به المنطقة، أليس هو المنتج الشعبي الذي لم يتغير منذ 30 عاما وأيدي النساء القصيميات تنتجه بحرفية عالية.
لم تعد الكليجا حكرا على الجدات وعلى كبيرات السن فأصبحت خريجات كلية الاقتصاد المنزلي يطورن الكليجا فأنتجن أنواعا مختلفة من بينها كليجا التوفي وأنواع أخرى.

الاستثمار في الكليجا

عبد العزيز التويجري عضو غرفة القصيم ورئيس مجلس إدارة شركة هضيم للمنتجات الشعبية يقول "نحن بدأنا قبل نحو عشر سنوات في الاستثمار في الأسر المنتجة فكان دخل بعض الأسر كإجمالي لا يتجاوز 200 ألف ريال وكانت الأسر تعد على الأصابع وصلنا إلى 137 أسرة تسوق منتجاتهم على جميع مناطق السعودية وكذلك دول الخليج حيث هناك طلب متزايد على الكليجا وهناك سحوبات من المنتج خصوصا أنه تصنيع منزلي على أيدي اسر تمتهن العمل في سوق الحرف الشعبية".
ويقول التويجري هناك مئات من الأسر تخرجت من هذه البرامج وتعتمد على أنفسها في تسويق منتجاتها.
ويضيف التويجري أنه في الوقت الحالي وصل دخل بعض الأسر إلى أكثر من عشرة آلاف ريال في الشهر وبمعدل يصل إلى تسعة ملايين ريال كمبيعات كليجا من خلال فروعنا المختلفة، وهناك أسر تحولت من الفقر إلى أسر منتجة وعاملة واستطاعت تأمين احتياجاتها وبناء منازل لها، ويقول التويجري هناك عديد من الأسر في القصيم تنتج الكليجا وتسوقها عن طريقها الخاص سواء بتوزيع أرقامهم وتداولها بين الناس أو عن طريق بعض المحال التجارية.
وقال التويجري إن سوق الكليجا في السعودية تدر دخلا على الأسر يصل إلى 50 مليون ريال خلال العام. وزاد: وصلت المنتجات إلى أكثر من 163 منتجا منزليا غالبيتها تدور حول منتج الكليجا، وهناك تطوير للكليجا على بعض الفتيات خريجات كليات الاقتصاد المنزلي، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة عمل الكيجا على أيديهن.

#2#

ويرى التويجري أن إقامة مهرجان للكليجا أمر في غاية الأهمية حيث تعد المنتج الشعبي الأول على مستوى القصيم ويطلبها الجميع في المملكة ودول الخليج .
ويقول التويجري أن تجارب كبيرة سبق أن تم التسويق فيها في مهرجان الجنادرية والذي يعد بوابة مهمة لتسويق الكليجا، متوقعا أن يشهد مهرجان الكليجا من خلا ل إقامته صدى رائعا جدا خصوصا أن المنتج يقوم على أيدي نسائنا والتي تحقق مستوى نظافة عال جدا.
وأضاف التويجري أن تحركا من الهيئة العامة للسياحة والآثار في إقامة مهرجان للمنتج إلا أنه لم يتم. واختتم التويجري حديثه أن هناك مصانع قامت لإنتاج الكليجا ولكنها تعاني منافسة النساء القصيميات اللاتي برعن في إنتاج الكليجا، مبينا أن أي مصنع يقوم على عمالة وافدة تنتج الكليجا لن ينجح في ظل وجود أياد نسائية تصنعها.

جمعية الملك عبد العزيز الخيرية واحتواء صانعات الكليجا

قدمت جمعية الملك عبد العزيز النسائية في بريدة عديدا من القروض للأسر المنتجة لشراء معدات تصنيع الكليجا وإدارة مشاريع صغيرة تنطلق فكرتها من عمل وصناعة الكليجا وتساعدها الجمعية على تسويق المنتج، كما أن الجمعية توفر لبعضهن دورة تدريبية لإتقان العمل وإخراج كليجا بمواصفات عالية وتعطي الدورات خبيرات في صناعة الكليجا وإعدادها.
وتقول وسن حجازي خبيرة التمويل المشاريع الصغيرة في جمعية الملك عبد العزيز الخيرية في بريدة، إن الجمعية تقيم دورات لتأهيل النساء وتعليمهن صناعة الكليجا.

#3#

وتضيف وسن نعرف عائلات تقوم على صناعة الكليجا وتسويقها بجهودهم الشخصية وبشكل حول تلك العائلات من الفقر إلى الاكتفاء والاستغناء وهذا هدف ننشده في الجمعية وبشكل كبير وأصبحت تلك العائلات تبيع منتجاتها وتحقق موارد لها.
حجازي تعتبر إقامة مهرجان خاص بالكليجا فكرة رائدة وتقول أعتقد الأهم من ذلك نشر برشور حول الكليجا وإعطاء بيانات بأشهر صانعات الكليجا وأرقام الاتصال عليهن أعتقد أن ذلك سيجلب لهن مزيدا من المبيعات
صانعات الكليجا.
أم صالح أحد أشهر صانعات الكليجا تقول بدأت بأدوات بسيطة قبل نحو 12 عاما وكنت لا أستطيع تسويق أكثر من كرتونين في الأسبوع بقيمة 200 ريال تقول: الانطلاقة كانت من جيران لنا أصبحوا يطلبون الكليجا مني لإيصالها لأقربائهم في المنطقة الشرقية وأصبحت الطلبات تزداد من المنطقة الشرقية حيث تحقق لي الانتشار بسبب تسويق خمسة كراتين هناك عبر إحدى المعلمات وهكذا انتشر رقمي وأصبحت أشحن مع شركات الشحن مزيدا من الكليجا حتى أصبح لي العديد من العملاء في شتى مناطق السعودية وأصبحت أسوق أكثر من 150 كرتونا شهريا وتوسع العمل من مطبخ صغير في منزلي إلى شراء موقع بالقرب من المنزل وتوظيف العديد من المعاونات لإنتاج الطلبات الخاصة بالكليجا.
وتضيف أم صالح "وسعنا العمل وأصبحنا ننتج أنواعا مختلفة من الكليجا ولكن النقشة الخارجية المحببة للجميع هي النقشة التقليدية التي عرفت فيها الكليجا وهي أداة خشبية يتم تأمينها من صانعي الحرف اليدوية الخشبية.

#4#

وتضيف أم صالح ميزة العمل بإنتاج الكليجا هي سهولة تأمين المواد الأولية والتي تعتمد على الطحين ودبس التمر وأشياء أخرى تحتفظ فيها كخلطات سرية لهذه العملية وهي التي تعطي جودة في بعض الإنتاج وتتميز فيه بعض صانعات الكليجا، وبالتأكيد لابد من التجربة بالإنتاج قبل أن النزول للأسواق وتجربة المذاق".
وتعده أم صالح من أسهل المشاريع التي تستطيع المرأة أن تقوم بها حيث لا تحتاج إلى رأسمال, كما أن الخسارة غير موجودة في إنتاج الكليجا.
وتطالب أم صالح بوجود المنتج على متن الخطوط السعودية والمواقع العامة والفنادق باعتبارها وجبة رئيسة تنتجها أنامل سعودية. وتقوم عليها أسر كاملة.

الكليجا في أوروبا

ويحرص الطلاب السعوديون المغتربون في أوروبا وأمريكا خصوصا من منطقة القصيم على وجود الكليجا ضمن أغراضهم الشخصية في سفرهم, كما أنهم يطلبون المزيد من أهاليهم خلال فترات دراستهم هناك. ويروي أحد الطلاب المغتربين في بريطانيا يقول طلبت من أسرتي في القصيم إرسال كليجا وأعطيتهم العنوان وعند وصول الطلبية كان موظفو الجمارك محتارين في المنتج وتم استدعائي إلى هناك يقول وصلت وحاولت إفهامهم ما هو المنتج وأنه أكلة شعبية في السعودية خصوصا أنهم دمروا الكثير منها في اعتقادهم أنه تم إخفاء شيء بداخلها المنفوخ بل واحد منهم يشبهها بالسلحفاة ويبحث عن أرجلها. يقول أصبح الجميع مندهشا من الكليجا عندما تم أكلها أمامهم وتشجيعهم على الأكل منها فالجميع قد أعجب بها.
ويقول الطالب تم توزيع الكليجا على بعض زملائي هناك من السعوديين وغيرهم من الأجانب فكان الطلب عاليا من قبلي على الكليجا من أسرتي.

مهرجان الكليجا
كانت مطالب جميع الجهات بإقامة مهرجان كليجا سواء ضمن أحد المهرجانات الشهيرة في القصيم كمهرجان التمور خصوصا بوجود زوار من خارج المنطقة وهو سيساعد على تسويق الكليجا بشكل أكبر, كما أن تسجيل بيانات أشهر صانعات الكليجا عبر منشور يتم توزيعه على الزوار وكذلك في المواقع تشمل أرقام صانعات الكليجا.
من جهتها, ترى الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الكليجا تعد من أهم المنتجات المحلية في القصيم ويرون أن السياح من المهم جدا عند مرورهم بالقصيم أن يتزودوا بالكليجا وتعد هذه من أهم الاستراتيجيات في إنجاح السياحة واستفادة المنطقة وأهالي المنطقة من مرور السياح وشراء المنتجات بشتى أنواعها خصوصا التي يتم تصنيعها من السكان المحليين.