توجه بوضع فرق مسلحة على ظهر ناقلات النفط لحمايتها من القرصنة

توجه بوضع فرق مسلحة على ظهر ناقلات النفط لحمايتها من القرصنة

كشف عدد من مسؤولي شركات ناقلات النفط العملاقة و البواخر التجارية في المنطقة عن محاولات أعمال قرصنة تعرضت لها سفنهم أخيرا، قبالة الصومال وخليج عدن، مشيرين إلى وجود مفاوضات تجرى حاليا بخصوص وضع فرق أمنية مسلحة خاصة على متن البواخر التي تعبر خليج عدن لحمايتها من القرصنة . وقال صالح الشامخ، رئيس الغاز والنفط في شركة الملاحة الوطنية للمملكة العربية السعودية (إن إس سي إس آى)، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمرسيتريد البحري 2008 المنعقد حاليا في دبي أن عددا من البواخر التابعة لشركته قد تعرضت لتهديدات ومحاولات خطف قبالة السواحل الصومالية و لكنها تمكنت من الإفلات منها كاشفا أن إحدى المحاولات التي نفتها إحدى السفن الحربية الهندية بتوفير الحماية لواحدة من بواخر الشركة . وذكر الشامخ أن عدد البواخر في أسطول شركة الملاحة الوطنية للمملكة العربية السعودية سيصل إلى 52 باخرة مع تسلم الشركة بقية البواخر التي تعاقدت على طلبها. وأضاف الشامخ أن شركته، على غرار ما فعلته الشركات الأخرى في حالة تعرض بواخرها لتهديدات أو أعمال قرصنة، قد أمرت بزيادة سرعة البواخر و الابتعاد بها بعيدا عن السواحل الصومالية مبينا أنه في بعض الحالات يتم تحويل مسار البواخر بعيدا عن مضيق باب المندب، المؤدي إلى قناة السويس وأوروبا، واتخاذ طريق أطول عن طريق جنوب إفريقيا . كما كشف محمد صوري، رئيس مجلس الإدارة و العضو المنتدب لشركة الناقلات الإيرانية الوطنية، أن خمسا من بواخر شركته قد تمكنت من الإفلات من خطر تهديدات ومطاردات تعرضت لها أخيرا من قبل قراصنة صوماليين كانوا يستخدمون زوارق هجومية سريعة. و أضاف "حتى هذه اللحظة تمكنت خمس من البواخر التابعة لشركتنا من الإفلات من محاولات التهديد التي تعرضت لها أخيرا من قبل القراصنة بعدما أمرنا قباطنة سفننا بزيادة سرعاتهم وعدم التوقف أو الإصغاء لأي من التهديدات على أساس أنهم في حالة اختطافهم سيتعرضون أخطار أكثر مثلما حدث لإحدى ناقلات النفط العملاقة التابعة لشركته التي أصيبت بقنابل صاروخية أطلقها القراصنة . ويعتقد صوري أن القوة العسكرية البحرية التي شكلها الاتحاد الأوروبي أخيرا من ست سفن حربية وثلاث طائرات بهدف حماية السفن التجارية في منطقة باب المندب يمكن أن تساعد على الحد من أعمال القرصنة مشيرا إلى أن شركته تدرس إمكانية وضع فرق أمنية مسلحة على متن البواخر التابعة لشركته أثناء عبورها المياه الخطرة للمضيق. وأوضح أن شركات أمن بريطانية خاصة عرضت خدماتها بتوفير فرق مسلحة مزودة ببنادق وشعلات نارية وغازات مسيلة للدموع لحماية السفن من الهجمات مضيفا "هناك إجراءات حماية أخرى تشمل إضافة أسوار شائكة حول البواخر لمنع القراصنة من الصعود عليها وستقوم الفرق المسلحة المكونة من أربعة إلى خمسة أفراد بتدريب بعض من أفراد طاقم البواخرعلى كيفية التعامل مع أعمال القرصنة والإجراءات ضدها". وأشار جورن هنج، رئيس العمليات في شركة الملاحة العربية المتحدة،إلى الهجوم الذي تعرضت له أخيرا اثنتان من بواخر الحاويات التابعة لشركته من قبل القراصنة الذين فشلوا في إلحاق أى ضرر بالباخرتين واصفا ما يجري بـ "الفوضى العارمة" في الصومال حيث تتضاءل الفرص في الإمساك بالقراصنة في الوقت الذي يطالب فيه هؤلاء القراصنة بأموال فدية ضخمة . وتعتبر شركة الملاحة العربية المتحدة أكبر شركات الملاحة العابرة للمحيطات المتخصصة في نقل البضائع الجافة إلى منطقة الشرق الأوسط وتشترك في ملكيتها كل من البحرين، العراق، الكويت، قطر، السعودية، والإمارات. وخصص مؤتمر سيتريد للتمويل والسفن جلسة حول تداعيات أعمال القرصنة المتصاعدة في منطقة القرن الإفريقي وخليج عدن على قطاع النقل البحري. وكشف المشاركون عن أن 260 باخرة تعبر يوميا مضيق باب المندب الذي شهد أكثر من مائة محاولة اختطاف بواخر في هذا العام، وتمكن القراصنة من اختطاف 16 باخرة و طالبوا بفدية مقابل إطلاقها وشهد العام الجاري قتل 18 بحارا واحتجاز 300 آخرين كرهائن من قبل القراصنة في الصومال.
إنشرها

أضف تعليق