خادم الحرمين الشريفين: الأمة بحاجة للحوار مع نفسها والفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد المسلمين

خادم الحرمين الشريفين: الأمة بحاجة للحوار مع نفسها والفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد المسلمين

أقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر منى اليوم حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام . ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان و محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و رمضان أحمد قديروف رئيس جمهورية الشيشان. وحضر الاستقبال الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة . كما حضره أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية. الملك يرتجل كلمة وقد ارتجل خادم الحرمين الشريفين كلمة قال فيها "في موسم الحج الماضي حدثتكم عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى لقاء بين المسلمين في مكة المكرمة لمناقشة فكرة الحوار شارك فيه علماء ومفكرو الأمة الإسلامية أسفر عن الترحيب بالفكرة وتأصيلها تأصيلا شرعيا وأعقب ذلك مؤتمر عالمي في مدريد ضم ممثلين عن الأديان والثقافات واستعرض ما صدر عن لقاء مكة وأصدر بيانا مرحبا بالفكرة ودعا إلى تطويرها كما شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا عالي المستوى حضره العديد من قادة العالم البارزين حيث باركت الأسرة الدولية بأكملها فكرة الحوار" وأوضح خادم الحرمين الشريفين هدف الحوار قائلا "إن هدف إخوانكم في المملكة من هذا المشروع هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية ولعل ما حققه من نجاح وقبول - والذي كان بفضل من الله وتوفيقه - يجعلنا متفائلين ان يصاحبه النجاح مستقبلا إن شاء الله" . وأضاف الملك عبد الله" اليوم نحن بحاجة إلى حوار الأمة مع نفسها فالفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين كما أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم سببه أفعال المتطرفين الذين لا يمثلون غير أنفسهم وإن لبسوا ثوب الإسلام وهو منهم بريء وهذا ما يجعل حوار الأمة مع نفسها ضرورة لوحدة المواقف وتعزيز الاعتدال والوسطية وإزالة أسباب النزاع والقضاء على التطرف وما ذلك على الله بعزيز" كلمة وزير الحج وكان الحفل قد بدأ بتلاوة القرآن الكريم ثم ألقى الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الحج كلمة قال فيها "أعتقد تمام الاعتقاد أن كل واحد منا في هذه القاعة التي ازدانت بكم , وبكبار الشخصيات الذين قدموا من مختلف أنحاء المعمورة لأداء فريضة الحج.. يستشعرون الاطمئنان والسرور بأداء المناسك في ظروف طيبة وميسرة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الجهود والخدمات التي تضطلع بها حكومتكم الرشيدة وكل القطاعات التابعة لها حيث تعمل جميعها بموجب خطة استراتيجية لتطبيق توجيهاتكم اليومية والمستمرة وحرصكم الشديد على تذليل كل المعوقات لمصلحة ضيوف الرحمن وتوفير كل الوسائل اللازمة لراحتهم حيثما حلوا في جميع المشاعر المقدسة". وتابع وزير الحج "إن حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ عهد المؤسس العظيم والدكم الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه كانت وما تزال تبذل الجهد الكبير ..نحو المزيد من التطور لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.. وترصد لذلك الميزانيات الهائلة مما يجعل عملية البناء والإصلاح تواكب المستجدات وتلبي المتطلبات الضرورية. وأضاف وزير الحج "إن كلمتكم السامية ماتزال أصداؤها تتردد في أذن كل متتبع لجهودكم المباركة وما تنجزونه يوميا لأمتكم..تلك هي الكلمة القيمة التي ألقيتموها في مثل هذا اليوم لحج عام 1428هـ ومن ذلك بالخصوص والقول لمقامكم السامي: في كل موسم حج أتأمل هذه المشاعر المقدسة التي يلتقي على صعيدها حجاج بيت الله الحرام وقد أتوا من مشارق الأرض ومغاربها وأرى فيهم الدنيا جميعها بمجتمعاتها وثقافاتها وأعرافها وتقاليدها ومعتقداتها..أنظر فأرى الإنسانية قد تجمعت هنا وأرى من خلالهم انه مهما تعددت المشارب والألوان والأعراق فإننا على امتداد العالم اجمع بحاجة إلى أن نتذكر ما يجمعنا من قيم مشتركة وما يربط بيننا من إيمان بالرب جل وعلا. كما أضفتم حفظكم الله: إن الأديان السماوية وما أنزل على سيدنا إبراهيم من حنيفية سمحة تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية والتكامل والمساواة وكرامة الإنسان والحرص على تلك اللبنة الأساس لكل مجتمع ألا وهي الأسرة فبدون الحرص على تماسك الأسرة والمحبة والاحترام وروح التضحية بين أفرادها بدون الأسرية لما كان هناك مجتمع متماسك ولفقدنا ذلك الخيط الذي يربط أوصال المجتمع". وقال الفارسي "من بين الأشياء التي تسترعي الانتباه هو ما يلاحظه المرء من أن أجهزة الإعلام المحلية والشقيقة والصديقة التي ترقب عن كثب قد سجلت ونقلت عبر مختلف وسائلها الانطباعات الجيدة لضيوف الرحمن النابعة من أعماقهم..إذ كانوا يبتهلون إلى العلي القدير أن يبارك في جهود المملكة.. كما يثنون على رجال الأمن وعلى كل أجهزة الدولة ويتضرعون إلى الله عز وجل أن يمدكم بالعون والقوة لتواصلوا جهودكم الكبيرة من أجل خدمة حجاج بين الله الحرام.. ومن أجل المضي قدما لتسهموا بدوركم الفعال لتحقيق السلام والأمن والأمان والاستقرار في ربوع العالم.. وفي هذا السياق فقد أشار العديد فيما عبروا عنه إلى مضامين كلمتكم الجامعة التي وجهتموها في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكة المكرمة..وإلى كلمتكم المنهجية في مؤتمر الحوار العالمي الذي عقد في العاصمة الاسبانية الصيف الماضي.. فقد بنيتم سيدي جسرا للسلام الحقيقي للتواصل بين البشر والتحابب ونبذ العنف والإرهاب.. فأنتم بهذا الوضوح وهذه الشفافية والرؤى المستنيرة تبرزون ماتنطوي عليه العقيدة الإسلامية السمحة من شمولية ومن سعة واقتدار للإسهام بقوة وبفعالية لحل الكثير من المشكلات بهدف التكامل والتعاون البناء مع الأشقاء والأصدقاء لمواجهة التحديات وللتواصل الخير من منطلق التكافؤ والعدل والمساواة" كلمة رابطة العالم الإسلامي إثر ذلك ألقى الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة الرابطة قال فيها" مكة والمدينة أقدس مكان في الأرض. يقصدها ملايين البشر على مر العصور استجابة لنداء ربهم. ويمضي التاريخ بأمة الإسلام ويهيء الله لخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والعمار دولة أخلص قادتها لربهم ودينهم وأمتهم المملكة العربية السعودية وذلك من أعظم منن الله على المسلمين في العصر الحديث". وتابع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: "قامت المملكة منذ أول يوم لخدمة الإسلام والدفاع عنه. وقيض الله في مطلع القرن الهجري الرابع عشر لهذه الأمة عظيما من عظمائها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ضاعف الله مثوبته وأحله الفردوس الأعلى فجدد الله به الدين ووحد به الأمة وجمع شمل هذه البلاد تحت راية واحدة، فكان نصرا للمسلمين أينما كانوا إذ بقوة المملكة بلاد الحرمين وأمنها واستقرارها يعتز كل مسلم لأنها قبلتهم ومهوى أفئدتهم ومنطلق رسالتهم فقوتها قوتهم وعزها عزهم . وقال التركي "لقد تابع أبناء الملك عبدالعزيز رحمهم الله مسيرته ومنهجه وسخروا إمكاناتهم لهذه الأماكن المقدسة ونصرة الإسلام والمسلمين وتعظيما لشعائر الله..واليوم يا خادم الحرمين الشريفين هيأكم الله لحمل الأمانة فبذلتم كل ما ييسر للمسلمين أداء حجهم برز ذلك في التوسعة العظيمة للحرمين الشريفين وما يرتبط بهما وبالمشاعر من خدمات تسهل أداء المناسك وتزيد الطاقة الاستيعابية" وأضاف" وفي الدائرة الأوسع اتجهتم إلى توحيد المسلمين وبذلتهم المستطاع لمعالجة مشكلاتهم وفتحتم أبواب الحوار مع مختلف الشعوب والأمم انطلاقا من رسالة الإسلام العالمية التي تتحملون أمانة عظيمة تجاهها .فكانت مبادرتكم العظيمة وجهودكم البارزة في مؤتمر مكة ومدريد والأمم المتحدة مما أبرز للعالم أجمع أن المسلمين بقيادتكم وانطلاقا من دينهم أمة تدعو للخير وللتعاون الإنساني وتحرص على الأمن والاستقرار والعدل وتنبذ الصراع والعنف والإرهاب والظلم والعدوان . لقد لقيت مبادرتكم صدى عالميا وبدأت ثمارها تبرز في التعرف على حقيقة الإسلام وأنه رسالة رحمة وسعادة للبشرية كلها". وأوضح الدكتور التركي "إن تخصيصكم هذا اليوم لاستقبال بعثات الحج سنة حميدة ورثتموها من والدكم الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي صرف همته لقضايا أمته وجمع شملها وكان يتخذ من موسم الحج مناسبة ثمينة لبحث هموم الأمة وإصلاح حالها وتعزيز أواصر الأخوة في وقت تكون القلوب مقبلة على ربها مهيأة لقبول النصح. وإنه لشرف لضيوف الرابطة أن يلتقوا بكم اليوم ويشكروكم على جهودكم العظيمة ويهنئوكم على نجاح موسم الحج الذي يعتبر رسالة عملية لعالمية الإسلام ووحدة أمته وحرصها على ما ينفع البشر" كلمة بعثات الحج بعد ذلك ألقى حمود عبدالحميد الهتار وزير الأوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج اليمنية كلمة بعثات الحج قال فيها "إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أقف اليوم أمامكم أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني وزملائي رؤساء البعثات والوفود المشاركة في موسم الحج بل عن ضيوف الرحمن الذين جاءوا إلى هذه الرحاب الطاهرة من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات شاكرين الله على نعمه التي لا تحصى ومنها إكمال مناسك الحج ومقدرين جهود خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة في خدمة الحجيج وتحقيق راحتهم وتأمين سلامتهم ودفع المخاطر عنهم" وتابع الهتار مخاطبا خادم الحرمين الشريفين " لقد أكرم الله البلد الأمين بالوحي والأمن وشرف حكامه بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن الذين يأتون إليه من كل أنحاء المعمورة تحقيقاً لدعوة إبراهيم عليه السلام وتجسيداً لمعاني الأخوة والوحدة والمساواة" وأضاف "إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحكومته بضيوف الرحمن لم يقتصر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وجميل الرعاية وتقديم الخدمات بل امتد إلى إقامة مشاريع عملاقة منها توسعة المسجد الحرام والمسعى وجسر الجمرات وغيرها من المشاريع والمنجزات التي تحققت في المملكة العربية السعودية فلهم منها جزيل الشكر ومن الله عظيم الأجر والثواب". وقال وزير الأوقاف اليمني "إن الحوار فريضة شرعية وضرورة إنسانية لتحقيق التفاهم والتعاون والتواصل بين الأفراد والجماعات والأمم والشعوب والثقافات ومن هذا المنطلق فإننا نشيد بالخطوات والإجراءات التي اتبعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لترسيخ منهج الحوار داخلياً وخارجياً خدمة للإسلام والمسلمين من خلال أبراز وسطية الإسلام والرد على الشبهات والأباطيل التي تثار ضد الإسلام والمسلمين خاصة في هذا العصر الذي ظهرت فيه بعض المفاهيم المتطرفة والتصرفات الطائشة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا تخدم الإسلام والمسلمين فقد ألحقت المفاهيم الخاطئة والتصرفات الطائشة بالمسلمين أضراراً كبيرة لا تقل عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء المخططات والأعمال المعادية حيث أظهرت المفاهيم الخاطئة الإسلام بصورة غير صورته التي أنزلها الله كما وفرت التصرفات الطائشة المبررات والذرائع للآخرين لكي ينالوا من ديننا وأمتنا وعلينا أن نعمل جميعاً من أجل إزالة المفاهيم الخاطئة وتجاوز آثار التصرفات الطائشة ومرجعيتنا كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم". بعدها صافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل . ثم تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين .
إنشرها

أضف تعليق