تقنية تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو

استخدمت تقنية تحديد الهوية باستخدام موجات الراديوRadio Frequency Identification RFID في الحرب العالمية الثانية لتفريق بين الصديق والعدو في الحروب. وكان لها عدة استخدامات منذ عام 1970م. هناك أنظمة كثيرة جداً تعمل بمبدأ تقنية RFID. تتدرج فيما بين الاستخدامات البسيطة قليلة التكلفة والأنظمة المعقدة باهظة الثمن. ويمكن استخدام هذا النظام في عدد كبير من التطبيقات. ومنها على سبيل المثال: التعرف, والمتابعة, والكشف, والفرز, والتصنيف, وغير ذلك من التطبيقات المهمة. ولكن من أهم تطبيقات هذا النظام التعرف والمتابعة لشخص ما أو هدف متحرك. يمكن استخدامه هذه التقنية بشكل خاص للاتصال فيما بين قارئ البطاقة Reader والهوائي الملصق بشريحة صغيرة جداً مصنوعة من السيلكون Silicon chip connected to an antenna ألصقت بالهدف - سواء أكان إنسانا أو حيوانا أو منتجا - لكي يستطيع استقبال وإرسال البيانات والاستعلام من خلال موجات الراديو, وتعرف باسم RFID Tags. تكون بطاقة تحديد الهوية في وضع السكون sleeping mode معظم الوقت إلى أن يرسل لها القارئ إشارة. تشحن البطاقة - في الغالب - عن طريق بطاريات أو عن طريق الحقل المغناطيسي. بعد هذا التعريف البسيط لتقنية RFID Tags, فإننا سنعرج على أهم تطبيقاتها, وخصوصاً في السعودية. كما يعلم الجميع توافد الحجاج في هذه الأيام المباركة من جميع أنحاء العالم, ونظراً للأعداد الكبيرة للحجاج وصعوبة إحصائهم, ونظراً لبعض التجاوزات من الحجاج, فقد يوجد أعداد كبيرة دون تراخيص, وهذا بدوره يزيد من الزحام, ويربك الحركة, فقد تستخدم تقنية تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو في التعرف على الحجاج. وهذا ما تم اقتراحه في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وقد تمت الاستفادة منها في الحج, إذ يمكن اعتبار الرقاقة بمثابة رخصة حج ويمكن لقارئ الرقاقة التأكد من الرخصة بشكل آلي وفي جزء من الثانية، كما يمكن قراءة المئات من الرقاقات في وقت واحد دون تداخل بينها، مما يضمن عدم خلق نقاط اختناق عند الحواجز الأمنية، ويسهل حركة دخول الحجاج إلى المشاعر دون ساعات الانتظار الطويلة كما يمكن بجمع هذه المعلومات تحليل حركة الحجاج وتنقلهم بين المشاعر للتوصل إلى حلول للتحكم بالازدحام وإزالة الاختناقات. كذلك استخدام هذه التقنية في إحصاء الحجاج الداخلين والخارجين بشكل آلي دون إعاقة حركة الحجيج، ويمكن تحليل هذه البيانات فيما بعد للحصول على معلومات إحصائية. كذلك يمكن استخدامها لقراءة معلومات الحاج الطبية، وهذا يوفر الجهد والوقت، مما يساعد على تقديم العناية الصحية المناسبة لوضعه ويتخطى حاجز اللغة في التفاهم. ونظراً لصعوبة حمل الحجاج للنقود فقد تتعرض للضياع أو السرقة, فإنه بالإمكان تطوير نظام يعرف بالمحفظة الإلكترونية، بحيث يتمكن الحاج من "شحن" الرقاقة بمبالغ معينة سلفاً، ثم يستهلكها في شراء حاجياته. كذلك يمكن استخدامها في المكتبات لتحديد أماكن الكتب وتم بالفعل تطبيقها في الكثير من المكتبات في أنحاء العالم, وفي بطاقات الهوية لمعرفة مكان وجود صاحب هذه الهوية, وفي لوحات السيارات لتحديد أماكن وجودها وتحركاتها, وفي التسوق. كذلك في الجوازات, إذ إنه أصبح من الممكن استخدام RFID وتثبيتها بالجواز أو التأشيرة وتخزين معلومات المسافر وصورته وعند مرور الشخص على المراقبة تتم قراءة المعلومات وإظهار الصورة أمام المراقب.