(سكيورتيات) أسواق الرياض: نظرة المجتمع تقتلنا!

(سكيورتيات) أسواق الرياض: نظرة المجتمع تقتلنا!

ظلت وظيفة حارس الأمن (السكيورتي) مهنة غير مرضية لشاغريها في المجتمع السعودي، وذلك لعدة أسباب, أهمها الدخل المادي الضئيل نسبة إلى حجم العمل المناط بشاغر المهنة، إضافة إلى احتمالات الخطر المحدقة بهم، ومع ذلك يجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على التعاطي مع هذه المهنة والعمل بها لحاجتهم الماسة للعمل. نسبة غير قليلة من هؤلاء هم من النساء الباحثات عن لقمة عيش من خلال عمل شريف يسد رمق حاجتهن وحاجات أسرهن. "الاقتصادية" التقت عددا من العاملات في هذه المهنة، حول المهنة التي يعملن بها، والصعوبات التي يواجهنها أثناء عملهن، القتينا مديرة أحد المراكز النسائية حيث تقول: لدي جهاز من الأمن النسائي يتعرض بإستمرار لمضايقة من الزائرات, فلا يزال المجتمع يعاني قصورا في النظر تجاه هذا الشيء, فحارسات الأمن اليوم سعوديات مدربات تدريبا راقيا، إضافة إلى أنهن متعلمات ويحملن شهادات جامعية, وكونهن يعملن حارسات أمن فليس بالضرورة أنهن لم يجدن وظيفة أخرى لكنهن يردن التعلم من الحياة, مع الأسف لا أجد تقديرا لعملهن من الزائرات رغم أنهن خط الدفاع الأول في المجمعات. المشكلات متنوعة في المجمعات النسائية فمثلا حفاظا على الخصوصية نمنع جوال الكاميرا, لكن الموظفة تفاجأ بالرفض من الزائرات وخرق قوانين المجمع . حول هذه المهنة تحدثنا مع حارسات الأمن , حيث تعد شيخة الدوسري "مشرفة أمن قسم نسائي" بأن المؤهل الدراسي ليس شرطا أساسيا في وظيفة حارسة الأمن, هناك من يعملن تحت إشرافها لايحملن المؤهلات الدراسية, فحارسة الأمن تحتاج إلى مهارة ولباقة في الكلام وكيفية التعامل مع الأحداث المفاجئة كالسرقة أو حالات المرض كالإغماء مثلاً, وإذا كان عمل حارسة الأمن في مكان مختلط تكون عندها المهارة في الفصل بين الرجال والنساء, فقط تكمن أهمية المؤهل بالنسبة لمشرفة الأمن لاعتماد الإدارة عليها في إعداد التقارير والخطابات, وتضيف أن من الأفضل أن تتحلى موظفة الأمن بالقدرة الجسدية . أما إحدى حارسات الأمن فتذكر أن الاستهانة من قبل النساء كبيرة بهذه المهنة, وينظرن إليها بدونية, فلا تزال حارسات الأمن يعانين في حال دخول النساء وخروجهن, أو في حال الإشراف على غرف القياس, حيث يحصل أحياناً سوء فهم وسماع ألفاظ نابية، فأنا أضطر لوضع الغطاء على وجهي رغم أني في مكان نسائي خوفا من نظرة الناس لي، فمازالوا غير متقبلين عملنا رغم قبولهن عمل الرجل كحارس أمن, بدليل أنه عندما يصعب علينا أمر ويستعان بالرجال يلتزم النساء الصمت وتنفيذ الأمر وهذا يدل على التقليل من شأن عمل المرأة كحارسة أمن. تكشف شيخة الدوسري أن الحارسات لا يتلقين أي تدريب, إنما يمارسن المهنة على الفور حيث إن التدريب يختلف على حسب المكان, فهناك شركات نسائية تخضع فيها المتقدمة لدورة تمتد لثلاثة أشهر قبل الالتحاق بسلك العمل. وتضيف أخرى أن مشرفات الأمن يتعرضن لحوادث كثيرة, حيث اعتدت امرأة على مشرفة أمن لمحاولتها الوقوف في وجهها جراء سرقتها أشياء ثمينة, وعند مطاردتها تهجمت على المشرفة بآلة حادة . وتعد- شيخه الدوسري- أن كل امرأة تحمل مقص في الأسواق يكون هدفها هو السرقة, وتذكر بأن حارسات الأمن يفتقدن الدعم المادي والمعنوي على حد سواء, فليس هناك حوافزا أو بدل خطر, أما عن حملهن أي وسيلة للدفاع فقالت أنهن لايحملن إلا جهاز لاسلكي, وتختم - شيخه الدوسري- حديثها "للاقتصادية" بأنها تتمنى التفكير بجدية في إنشاء معاهد تعليمية حتى تطوّر حارسات الأمن من قدرتهن. أما "فوز العنزي" فتقول : قبل إنشاء معاهد يجب السعي لتثقيف المجتمع إعلامياً ونشر الوعي بأهمية حارسة الأمن. إلى ذلك تكشف - فوز العنزي- وهي إحدى حارسات الأمن أنها تعمل طوال اليوم براتب لا يتجاوز ألفي ريال, ومع قلة الراتب فنحن نعاني نظرة أهلنا وأقربائنا ينظرون لنا نظرة غير إيجابية، ولو نظرنا إلى وظيفة حارسة الأمن نجد أنها مثلها مثل أي عمل، لكن مايحدث الآن أنهم يعاملوننا كما يعاملون الخدم, حتى وصل الأمر بالبعض برمي بعض الريالات علينا، أما عن المؤهلات الدراسية فتعتبر أن التعليم مهم ويضيف لحارسة الأمن، ثم تضيف أن القدرة الجسدية تختلف حسب المكان , فحارسة الأمن في مكان كمستشفى تختلف عن حارسة أمن في سوق مركزي كما تختلف عنه في سوق نسائي, وتكشف أن الشركات الأمنية تولي رجال الأمن عناية أكثر من حارسات الأمن بدليل توفير الدورات التي تقام لهم بين الفترة والأخرى. عن المشكلات التي تتلقاها حارسات الأمن تضيف فوز العنزي: نعاني عدم احترامنا من قبل المتسوقات وكذا تعرضهم لنا بمشكلات وحوادث مستمرة فنحن لا نحمل أدوات الدفاع عن النفس فقد تلقيت الضرب من أم وابنتيها في احتفالية مقامة في السوق فقط لأني منعت دخول أجهزة تصوير .
إنشرها

أضف تعليق