روسيا تعتزم تعاونا أوثق مع أوبك وتحضر اجتماع وهران

روسيا تعتزم تعاونا أوثق مع أوبك وتحضر اجتماع وهران

بدأت روسيا العالقة بين تدهور اسعار النفط وتباطؤ صناعتها النفطية، مسيرة تقارب مع منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) على امل ان تعود الاسعار النفطية الى الارتفاع مما يسهل خروجها من الازمة المالية. وخطوة خطوة، قرر المسؤولون السياسيون فتح الباب اخيرا هذا الاسبوع امام تعاون اوثق مع اوبك بعد ان رددوا طويلا ان روسيا تعتزم البقاء سيدة انتاجها. واعلن سيرغي شماتكو وزير الطاقة اليوم ان "روسيا ستنسق مع اوبك للدفاع عن مصالحها ولوضع اجراءات انقاذية"، موضحا ان موسكو لا تستبعد خفض انتاجها النفطي لدعم الاسعار. من جهة اخرى، اعدت الحكومة مشروع بروتوكول تعاون بين روسيا واوبك تعتزم طرحه على الدول الاعضاء في الكارتل النفطي في اجتماعه المقرر في 17 ديسمبر في وهران في الجزائر، كما اعلن ايغور سيتشين نائب رئيس الوزراء المكلف شؤون الطاقة بينما كان يرافق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اثناء زيارته الى فنزويلا. واضاف ان "روسيا تأمل في سعر عادل ومستقر للنفط وينبغي ان لا تكون هذه الاسعار متدنية جدا ولا مرتفعة جدا". وقالت الصحف الروسية انه اعتبر ان سعرا بين 80 و100 دولار للبرميل لن يشكل "سلة سيئة". واكد الامين العام لمنظمة اوبك عبد الله البدري أمس ان شماتكو سيحضر الى وهران. وراى المحللون انه من غير المرجح كثيرا ان تنضم روسيا الى اوبك التي فضلت موسكو دائما ان تبقى على مسافة منها حتى الان. لكن خفضا منسقا للانتاج بات يبدو ممكنا. وبالنسبة الى اوبك التي تواجه صعوبة في حمل الاسواق على اخذ اعلاناتها بخفض الانتاج على محمل الجد بسبب عدم انضباط اعضائها وتقيدهم بالحصص الانتاجية، فان دعم موسكو، ثاني منتج للنفط في العالم، سيشكل قوة كبيرة لها. وستكون عودة الاسعار النفطية الى الارتفاع موضع ترحيب ايضا لدى روسيا التي يزيد تدهور الاسعار بالنسبة اليها من تفاقم الخسائر الضخمة اصلا والتي مني بها اقتصادها بسبب الازمة المالية. واعلن وزير المال الكسي كودرين هذا الاسبوع ان احد الصندوقين الروسيين السياديين سيحظى بنحو ثلاثين مليار يورو بما يسمح للبلد بضبط موازنته للعام 2009. واخيرا، تواجه الصناعة النفطية ذاتها مصاعب جمة مع تراجع اسعار البورصة وانتاج وطني يوجه اشارات اختناق الى حد انه قد يتراجع بين 1 و1,5% في العام 2009، بحسب مسؤول في مجموعة "لوك اويل".ودفع انهيار سعر برميل النفط وشبه استحالة ايجاد تمويلات عددا من كبريات المجموعات مثل "تي ان كي-بي بي" و"غازبروم نفت" او "لوك اويل" الى اعلان اقتطاعات في برامجها الاستثمارية يمكن ان تسبب مزيدا من الخطر على مستقبل الانتاج النفطي الروسي.
إنشرها

أضف تعليق