Author

عمليات تجميل .. أم تشويه؟

|
مَن يتابع بعض المسلسلات العربية، خاصة الخليجية منها، يرى العجب العجاب، ليس من خلال ما يُطرح من قضايا فهذا أمر ليس مجاله هنا، وإنما من تحول كثير من الممثلات إلى ما يشبه حقل تجارب لتجار عمليات التجميل. من المؤسف أن بعض النساء يعمدن إلى عمليات التجميل وهن لسن بحاجة إليها، وبعضهن يجنين على أنفسهن بهذه العمليات التي تسببت في تشويه كثير منهن، بسبب زيادة النفخ أو الشد أو ما يصحب هذه العمليات من أخطاء، ولهذا فلا يستبعد أن يحصل مع مرور الزمن زحزحة لمعالم كثير من النساء بحيث قد تجد الأنف قد أصبح في الجبهة، والعينين جاورت الأذنين، وتنتقل نظرية زحزحة القارات التي تدرس في الجغرافيا إلى زحزحة عيون وأنوف وآذان. ما سبق ليس هو السبب في كتابة هذا المقال وإنما سبب ذلك محاولة بعض ممتهني عمليات التجميل عبر تصريحاتهم الإيحاء أن عمليات التجميل أمر لا بد منه لكل باحثة عن جمال، أو باحث عن وسامة، بل إن بعضهم وغالبيتهم من الأطباء الزائرين لبعض المراكز الطبية يصورون المجتمع السعودي من خلال تصريحاتهم عن نسبة مَن يجرون عمليات تجميل في المملكة، وكأنه مجتمع قُبح يبحث عن الجمال على أيديهم. غالبية هؤلاء يعتمدون على طريقة اضرب واهرب حيث يجرون خلال أيام عمليات تحتاج متابعتها إلى شهور، ثم يذهبون إلى بلدانهم فيستفيدون وتستفيد المراكز الطبية التي استقدمتهم، ويخسر مَن يتعرض لمضاعفات بسبب هذه العمليات. وقد لاحظ هذا الأمر بعض الأطباء الذين يحترمون مهنة الطب وحذروا منه .. فها هو الدكتور عبد العظيم البسام استشاري الأمراض الجلدية والتجميل يحذر في تصريح له نشرته صحيفة "الحياة" من خطورة السماح للأطباء الزائرين بإجراء الجراحات الكبيرة في التجميل، مشيرا إلى تعرض سعوديات خضعن لجراحات تجميل على أيدي أطباء زائرين إلى أضرار صحية متفاوتة. وتطرق البسام إلى ما يُنشر في الصحف من إحصاءات هدفها الترويج لعمليات التجميل بين الرجال، والتي جاء في إحداها أن 45% (خمس وأربعين في المائة) من الرجال خضعوا لعمليات تجميل في السعودية. وقال "لا أعلم مصدر تلك الإحصاءات ومدى صحتها، إلا أنني شخصياً لا أعتقد أن نسبة الرجال السعوديين الذين خضعوا لجراحات تجميل تتعدى نسبة1%" (واحد في المائة). كما حذر من خطورة ما تروّج له بعض الفضائيات من جراحات تجميل غير آمنة من خلال تجاهل أعراضها الجانبية الخطرة والاكتفاء بالتركيز على نتائجها المبهرة .. وحذر من أدوات التجميل التي تسوّق ولا يعرف مصدرها. وإذا أضفنا تحذير الدكتور البسام إلى التحذيرات المتكررة التي تصدر عن وزارة الصحة حول خطورة استخدام مستحضرات وكريمات التجميل التي يروج لها عبر الصحف والنشرات الخاصة والقنوات الفضائية، ندرك خطورة هذا الأمر وتحوله إلى تجارة مربحة لفئة من الناس.
إنشرها