توصية باستخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين

توصية باستخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين

اعتمد المؤتمر الطبي الاجتماعي للرعاية الصحية المنزلية أمس، التوصيات التي تتضمن الرفع لمجلس الخدمات الصحية لاعتماد الرعاية الصحية المنزلية كاستراتيجية صحية من الجهات الصحية المختصة والموافقة على تكوين لجنة وطنية من جميع القطاعات الصحية للتفعيل. كما أوصى المؤتمر بتبني كل القطاعات الصحة اعتماد إنشاء أقسام إكلينيكية للرعاية الصحية المنزلية تابعة للمستشفيات وفقاً لمعايير جودة الرعاية الصحية المنزلية مما يخفض تكاليف التشغيل ويقلل إشغال الأسرة, واعتبار خدمة الرعاية الصحية المنزلية ذات طبيعة خاصة كخدمات الأمراض المعدية والأمراض النفسية مما يشملها قرار وزارة الصحة وذلك بصرف بدل طبيعة عمل حيث إنها تشمل طبيعة الخدمة الخطرة في الرعاية الصحية. وشددت التوصيات على ضرورة توحيد معايير جودة الرعاية الصحية المنزلية، واعتمدت رفع توصية إلى هيئة كبار العلماء في السعودية باستخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين للرعاية الصحية المنزلية لتوفير الأجهزة الطبية والعلاج, وتبني قيام المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية, المنطقة الغربية ببناء قاعدة معلومات خاصة بالرعاية الصحية المنزلية تكون نواة للإحصائيات المساعدة للتخطيط والأبحاث الأكاديمية. من جهة أخرى، أكد الدكتور سليمان الشمري، استشاري طب الأسرة والمجتمع، أن المجتمع السعودي في حاجة ماسة لتخصص الرعاية الصحية المنزلية، حيث يفضل نحو 96 في المائة من المسنين والمسنات في المملكة البقاء في منازلهم وتلقي العلاج فيها عن الإقامة في المستشفيات. وقدم الشمري خلال الجلسة الثانية للمؤتمر الطبي الاجتماعي للرعاية الصحية المنزلية مجموعة قيمة من الإحصائيات الوطنية والدراسات الإكلينيكية حول عينة من المسنين في المملكة تثبت حاجة المجتمع الفعلية لتوفير خدمات الرعاية الصحية المنزلية سواء على مستوى كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من المرضى المحتاجين لهذه الرعاية، موضحاً أن التحديات التي تواجه صناع القرار تكمن في تقديم خدمات الرعاية الصحية المنزلية بأعلى مستويات الجودة مقابل أقل تكاليف ممكنة، مؤكداً أن خدمات الرعاية الصحية أثبتت فعالية وأثراً ملحوظاً في تحسن حالة المستفيد منها عند تقديمها داخل منزله مقارنة بتقديمها داخل المستشفى. وأبان الشمري أن 78 في المائة من أهالي المرضى الذين يحتاجون إلى إقامة طويلة في المستشفيات أو مراكز الرعاية الصحية حتى يتماثلوا للشفاء، يرفضون إبقاء ذويهم في المستشفيات ويرغبون في نقلهم إلى منازلهم، حتى لا يشعروهم بأنهم تخلوا عنهم، وأكد 72 في المائة منهم أن ذلك يمكن المريض أو المريضة من لعب دوره أو دورها الاجتماعي كأب أو أم بشكل ممتاز بفضل وجودهما داخل المنزل. وقال الشمري "إن ذلك يحتم على القائمين على القطاع الصحي الوصول للرعاية الصحية لهؤلاء المرضى داخل منازلهم، خصوصاً أن 90 في المائة منهم يرون أن العلاج الذي يتلقونه في المنزل يتمتع بنفس معايير نظيره المقدم في المشافي، وأن بقاءهم في المنزل يسهل ممارستهم لحياتهم الاعتيادية حيث يعاني معظمهم صعوبات معينة مثل أن يكون المنزل واقعاً في منطقة نائية أو أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة فلا تسمح حالته بالتنقل المستمر بين المستشفى والمنزل ويرغب في الاستقرار في منزله بين أهله وذويه. من جانبه دعا الدكتور هاشم بالبيد، رئيس قسم أمراض كبار السن وإعادة التأهيل في مدينة الملك عبد العزيز الطبية – الحرس الوطني في الرياض، المجتمع الصحي في المملكة إلى تبني مبدأ الشيخوخة السليمة عندما يتعلق الأمر بعلاج كبار السن، واقتناص جميع الفرص الممكنة التي تضمن أفضل مستويات الصحة العقلية والبدنية، وتوفير حياة اجتماعية مستقرة لهم، الأمر الذي سيمكنهم من لعب دورهم المنتظر منهم في المجتمع والاستمتاع بمزيد من الاستقلالية وبمعايير أعلى لنوعية الحياة ومشاركة اجتماعية أوسع على مستوى العائلة. وأكد الدكتور هاشم أن تدهور صحة الإنسان عند وصوله سناً متأخرة ليس أمراً حتمياً وأن بإمكان الفرد المحافظة على صحته حتى أثناء فترة الشيخوخة، خصوصاً أن المسنين من ستين عاماً فما فوق سيمثلون 21 في المائة من سكان العالم بحلول عام 2050م مقابل 21 في المائة ممن سيكونون في مرحلة الطفولة.
إنشرها

أضف تعليق