سجلت أسعار سلعة الأرز في الأسواق المحلية انخفاضا خلال الأيام القليلة الماضية بنحو عشرة ريالات للكيس الواحد أيا كان وزنه، في الوقت الذي أكد فيه مراقبون أن قرب موسم الحج امتص تراجع هذه السلعة بشكل كبير.

وهنا، أوضح مراقبون وتجار أن تراجع السلع عالميا يعود إلى انحسار المضاربات عليها بعد الأزمة المالية العالمية، حيث انخفضت السيولة مما قلل من حجم المضاربة وبالتالي عودة الأسعار إلى قانون العرض والطلب، إلى جانب انخفاض أسعار الطاقة التي انعكست على أسعار الشحن والوقود.

وفقا لرصد ميداني أجرته "الاقتصادية" أمس في سوق عتيقة الشهير بالجملة، فإن أسعار الأرز بكل أصنافه وأوزانه قد شهدت تراجعا بشكل تدريجي، في الوقت الذي بلغت فيه قيمة الانخفاض عشرة ريالات للكيس الواحد بالأوزان المختلفة.

وفي هذا السياق، قال لـ"الاقتصادية" عبد الرحمن محمد النافع مدير شركة النافع التجارية القابضة، أحد مستوردي المواد الغذائية في السعودية، إن هناك تراجعا في أسعار سلعة الأرز في الأسواق السعودية المحلية، رغم قرب موسم حج العام الجاري الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المواد الغذائية وعلى رأسها سلعة الأرز.

وأشار النافع إلى أن موسم الحج امتص انخفاض أسعار الأرز بشكل قوي، وجعله يتراجع بنسبة طفيفة جدا بلغت في الكيس الواحد أيا كان وزنه عشرة ريالات، ما جعل هناك توافقا وتوازنا في أسعار الأرز وموسم الحج.

وأوضح مستورد المواد الغذائية أن معظم المستور

#2#

دين حاليا يعيشون حالات ترقب لحدوث تغير محتمل لأسعار الأرز، متوقعا أن تشهد أسعار هذه السلع بالذات تراجعا بشكل تدريجي مطلع العام المقبل. وأضاف: ثمة مستوردون يقومون في الوقت الحالي بتقليل حجم طلبات الاستيراد من المواد الغذائية مقارنة بما كانت عليه قبل حدوث الأزمة المالية العالمية، وذلك خوفا من حدوث انخفاض مفاجئ في الأسعار قد يلحق هؤلاء المستوردين خسائر نتيجة فارق الأسعار.

ولفت النافع إلى أن معظم التجار بدأ في إجراء تخفيضات في الأسعار بهدف تصريف الجزء الأكبر من المخزون تفاديا لتكدس السلع في مخازنهم بأسعارها القديمة، وبالتالي أخذ الاحتياطات اللازمة كي يشتروا من المستوردين بالأسعار الجديدة في حالة حدوث أية تغيير في الأسعار إذا تراجعت الأسعار العالمية.

يذكر أن أسعار الحليب والزيوت والسكر سجلت في أسواق المواد الغذائية السعودية تراجعا بلغ 10 في المائة منذ ما يقارب 20 يوما، مع وجود توقعات باستمرار تراجع الأسعار حتى الربع الأول من العام المقبل بنسب تصل إلى ما بين 20 و30 في المائة. ووفقا لمتعاملين وتجار مواد غذائية، أكدوا لـ"الاقتصادية"، أن سوق المواد الغذائية تعيش فترة ركود هذه الأيام وغيابا للقوة الشرائية، وهي بالتالي عادة سنوية تشهدها السوق هذه الأيام من كل عام. وقال لـ"الاقتصادية" عبد الله العثيم رئيس شركة العثيم القابضة في حينه، إن المواد الغذائية بما فيها الحليب والزيوت والأرز والسكر وغيرها من المنتجات الكمالية الأخرى ستشهد تراجعا في أسعارها بنسبة تراوح بين 20 و30 في المائة خلال الأشهر الستة المقبلة. وأرجع العثيم أسباب انخفاض أسعارها إلى نمو الوعي الاستهلاكي لدى عدد كبير من المستهلكين الذي أثر في تراجع السلع، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت بعد ذلك في غالبية السلع الغذائية، وما لحقها من تراجع في أسعار البترول.

شرح الصورة:

شهدت أسعار الأرز انخفاضات بواقع 10 ريالات للكيس.