الهنود في الرياض .. " حلم الثراء" أمامهم و"غلاء المعيشة" يطاردهم

الهنود في الرياض  .. " حلم الثراء" أمامهم و"غلاء المعيشة" يطاردهم

الهنود في الرياض  .. " حلم الثراء" أمامهم و"غلاء المعيشة" يطاردهم

يعيش في المملكة عديد من العمالة الآسيوية وتعد الهندية من كبريات الشرائح التي تعيش فيها، إذ يقدر عددهم بما يقارب مليونا ونصف مليون، ولهذا الرقم الهائل مردود اقتصادي كبير على بلادهم حيث تبلغ نسبة تحويلاتهم المالية السنوية قرابة سبعة مليارات دولار حسب الإحصائيات الأخيرة، وتجدر الإشارة إلى أن الهند تعد إحدى أكثر دول العالم استقبالا للتحويلات المالية بقيمه سنوية تبلغ 24.5 مليار دولار. كما أن الجالية الهندية تتخذ من حي البطحاء في العاصمة مركزا تسويقيا لها، وخاصة في يوم الجمعة، الذي يكون إجازة الكثير منهم. وبالطبع لكل جالية طموحاتها ومعاناتها، فكثير منهم أكد أن سبب قدومه للمملكة كان من أجل الارتقاء بحالته المادية، كما أبانوا أنهم يتعرضون بشكل يومي للعديد من المشكلات التي أهمها مع الكفيل، إضافة إلى مضايقات المراهقين والأطفال، بجانب تبدل الوضع المعيشي بعد ارتفاع الأسعار في السعودية. العمالة الهندية وتحويلاتهم المالية يقدر عدد العمالة الهندية بحسب الإحصاءات الرسمية بمليون ونصف مليون عامل في السعودية، مسجلين بذلك رقما عاليا من حيث وجودهم كجالية في السعودية، إذ يشار بأنه وبالرغم من العدد الكبير الموجود في السعودية إلا أنهم يعدون من اقل الجاليات في المملكة إحداثا للمشكلات والخلافات، مبرهنين بذلك على أنهم أفضل سفراء لبلادهم في السعودية، كما أن لهذا الرقم الهائل، مردودا اقتصاديا كبيرا على بلادهم حيث تبلغ نسبة تحويلاتهم المالية السنوية قرابة سبعة مليارات دولار، استنادا لإحصائية حصلت "الاقتصادية" على نسخة منها من هيئة "ويسترن يونيون" للخدمات المالية، وتجدر الإشارة إلى أن الهند تعتبر من أكثر دول العالم استقبالا للتحويلات المالية بقيمه سنوية تبلغ 24.5 مليار دولار. معاناتهم وطموحاتهم استطعنا من خلال جولة في حي البطحاء الذي يعد المركز الرئيسي لتجمعاتهم، أن ننقل بعض المتاعب والصعوبات التي يواجهها العامل الهندي بشكل يومي، والتي تتركز على مشكلة الكفالة، ومضايقات المراهقين والأطفال، إضافة إلى تبدل الوضع المعيشي بعد ارتفاع الأسعار في السعودية. يقول إشفاق طانشور عامل في إحدى مغاسل الملابس، الذي أكد أن أكبر مشكلة تواجهه في المملكة هي عدم الوضوح والشفافية في تعامل كفيله معه، مضيفا أنها تعد مشكلة يعانيها كثير من أبناء جلدته، متمنيا أن يتم البت بسرعة في قضايا العمالة الأجانب، خصوصا العمالة التي تعاني ظلم كفلائها، وعد نفسه أحدهم. من جهته أكد أمين تاج الدين عامل في بقالة في جنوب الرياض أنه يعيش مأساة يومية متكررة وهي مسألة تحرش الأطفال والمراهقين به، قائلا إنهم لا يحترمون كبر سنه، ولا يقدرون الغربة التي يعيشها بعيدا عن أهله ووطنه، مبينا أنه يتمنى أن يتم تعليم هؤلاء الأطفال كيفيه احترام الكبار وخصوصا الوافدين. في الشأن نفسه كشف رفيق عبد الرحمن عامل مغسلة، أن أكثر ما ينكد عليه صفو عيشه هو ارتفاع الأسعار في السعودية، موضحا أنه يتقاضى راتبا شهريا قدره ألف ريال، يقوم بصرف مبلغ 600 ريال كمصروف شهري له، ويرسل باقي المبلغ إلى أبنائه في الهند، مبينا أنه قبل حلول موجة الارتفاع كان يتقاسم الراتب بالمناصفة مع أبنائه، لافتا إلى أنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، قد يفكر جديا في السفر والعودة مجددا إلى الهند. الهند واللغة الإنجليزية استطاع بعض أفراد العمالة الهندية إقناع بعض الشباب السعوديين الراغبين في دراسة اللغة الإنجليزية الذهاب إلى الهند لتعلم اللغة هناك، بحسب ما أكد لـ "الاقتصادية" بعض هؤلاء الطلاب الذين قصدوا الهند للدراسة، حيث أكدوا أيضا أن الهند تضم عديدا من المدن التي يتحدث أهلها اللغة الإنجليزية الأصلية، الذين اكتسبوها كمخلفات للاحتلال الإنجليزي في الهند الذي دام قرابة الثمانية قرون. يقول عبد الله التميمي طالب في كلية التمريض، إن تخصصه الذي يفرض علية تعلم اللغة الإنجليزية دفعه للبحث عن أسرع الطرق لتعلمها حتى لا يضيع عليه الوقت، كما أن قدراته المادية لا تسمح له بالسفر إلى الدول المتقدمة لدراسة اللغة الإنجليزية، وعندما بحث جيدا في الموضوع وجهه أحد أصدقائه إلى طريق الدراسة في الهند، لرخص أسعارها وجودة اللغة هناك، إضافة إلى وجود مدن كبرى في الهند تتحدث اللغة الإنجليزية التي ورثوها من الاحتلال الإنجليزي. وأضاف التميمي أنه قرر بعد أن درس الموضوع جيدا التوجه إلى الهند للدراسة هناك، حيث اختار منطقة قوا للدراسة لما تتميز به من هدوء كبير، ووجود أعداد كبيرة من السياح الأوروبيين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية الذين يستفيد منهم الدارس من خلال الاحتكاك بهم. من جهة أخرى، نصح فارس العبد الله، طالب في كلية الهندسة الطلاب الراغبين في دراسة اللغة الإنجليزية بالتوجه إلى الهند لدراستها هناك، حيث أكد عبد الله أنه درس هناك قرابة ثلاثة أشهر ولم تتجاوز تكلفتها خلال تلك الفترة عشرة آلاف ريال، شاملة تذاكر السفر، مؤكدا أنه لو استبدلها بإحدى الدول الأوروبية لكلفته أضعاف أضعاف هذا المبلغ. وامتدح العبد الله قوة اللغة الإنجليزية في الهند، مؤكدا أنها تقارع قريناتها من الدول الأوربية إلا أن الهند تختلف عنهم بالرخص الشديد في دراسة اللغة، كاشفا أن أخاه الصغير يحضر نفسه حاليا للتوجه إلى الهند للدراسة هناك، موضحا أن الهند تحتضن عديدا من المعاهد التي تصنف ضمن العالمية في الناحية التعليمية، لافتا إلى أن عديدا من المعاهد تضم معلمين بريطانيين ومناهج بريطانية تشابه إلى حد كبير الموجودة في أرقى المعاهد الأوروبية. #2# الأفلام الهندية الترفية البديل تبدلت أحوال معظم أبناء الجالية الهندية، من حيث قضاء عطلة الأسبوع فبعدما كانت البطحاء هي الخيار المفضل لهم، استطاعت بعض المواقع الإلكترونية المهتمة بمجال الأفلام الهندية، أن تجذب عديدا من الهنود الذي لا يفوتون عطلة نهاية الأسبوع للاجتماع عند أحد الأصدقاء لمتابعة أحدث الأفلام الهندية، المسحوبة من مواقع الإنترنت. يقول نجيب برهان عامل في مصنع للزجاج، إنه يعمل في المملكة منذ تسع سنوات، وإنه لا يفوت فرصة في زيارة البطحاء، إلا أن الازدحام الشديد وكثرة المشكلات فيها اكتشفنا أنهم لا فائدة من تجمعاتنا الأسبوعية هناك، فقرروا مع مجموعة من الأصدقاء أن يقضوا يوم الجمعة في متابعة أحدث الأفلام الهندية، موضحا أن هذا النظام هو ديدن عديد من أبناء جلدته، مشيرا إلى أنهم يجتمعون بأعداد كبيرة لمشاهدة الأفلام، لافتا إلى أنهم قبل شهرين اجتمعوا واشتروا تلفزيونا كبيرا بسعر 700 ريال، خصص لمتابعة الأفلام. ويقول شهيد الحق عبدول عامل في أحد مصانع الرخام، إنه لم يزر البطحاء منذ أن أتى إلى السعودية منذ نحو السنة إلا ثلاث مرات، جميعها كان مضطرا إلى الذهاب هناك، وذلك بعد أن علم من حديث أصدقائه عنها أنها كانت وجهة للعمالة الأجنبية بشكل عام والهندية بشكل خاص، إلا أن كثرة المشكلات التي حدثت هناك والسمعة السيئة لكل عامل يذهب إلى هناك دفع أصدقاءه إلى تبديلها بالجلوس في إحدى غرف الأصدقاء ومتابعة أحدث الأفلام الهندية، موضحا أنه لو كان هناك مكان أفضل لاستبدله به، لكن قلة الأماكن الترفيهية دفعت العمالة إلى قضاء إجازاتهم في غرفهم ومساكنهم.
إنشرها

أضف تعليق