مقاعدك في المجالس تبكيك يا منصور

مقاعدك في المجالس تبكيك يا منصور

قال الله تعالى في كتابه العزيز (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). فجعت أوساط كثيرة في المجتمع منها (الأدبي، الوظيفي الأخلاقي.. إلخ) بانتقال الأستاذ القدير منصور بن محمود عبد الغفار إلى رحمة الله يوم الأحد الموافق 19/10/1429هـ بجوار منزله في حي العليا وهو يؤدي رياضة المشي المفضلة عنده. فامتلأت الصحف بكثير من مقالات التأبين وأن هذا اليوم سيدونه تاريخ الفكر الوظيفي بمداد من دموع وهو أفول رجل من رجال الدولة ومن أعضاء مجلس الشورى. وأن تاريخ ميلاده أحد أيام العام الهجري وأبى الفكر الوظيفي إلا أن يدون هذا اليوم بمداد من نور. وبين التاريخين رحلة طويلة من البحث والشغل الوظيفي كان نتاجها توليه عددا من المناصب الإدارية وعضوية شركات كثيرة. يقول العلماء (كل فكرة نمت وأينعت وأثمرت اقتاتت قلب وفكر إنسان كبير) إن مثل هؤلاء الرجال الذين منحهم الله خصائص حميدة ومزايا كثيرة هم أشخاص ذوو أخلاق عالية ومسخرون لاستشعار هموم الناس وهم يعيشون ملء السمع والبصر وحين يرحلون تبقى نفوسهم محلقة في سماء الخلود الإنساني وهؤلاء يصدمك بعنف رحيلهم ولا سيما إذا كان مفاجئا مثلما كان رحيل منصور عبد الغفار، رحمه الله. كل الناس فقدوه لكن سيظل أولئك هم الأكثر نقدا له والأكثر صدمة برحيله والأكثر حسرة وأسى عليه وعزاؤنا لكل القلوب التي كان يحنو عليها. وإنني أدين للأستاذ الكبير الراحل وأعترف له بالفضل في أمور كثيرة تعلمتها منه. .... أأبكيك يا أبا أمل مديرا خلوقا أم أبكيك أخا وصديقا أم أبكيك حبيبا أحسست بفقده وكأن نصفي قد شُل؟!. رحل وفي مخيلته آمال عريضة رحل ومقاعده في مجلس الشورى والمجالس الإدارية في الشركات وفي الغرفة التجارية شاغرة تبكيه. رحل رجل المواقف، لكننا لا نقول إلا ما يرضي الرب فإنا عليك يا أبا أمل لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون. رحم الله منصور عبد الغفار وبرد مضجعه ورضي عنه وأرضاه وطيب تربته وعفا عنه وزكاه ورحمه رحمة تنزله منازل الأبرار تحله مع المصطفين الأخيار. محمد طه خياط "أبو بسام". مدير عام إدارة التطوير والبحوث في مصلحة الزكاة والدخل وزارة المالية
إنشرها

أضف تعليق