"منتزه سعد".. مغلق منذ سنوات حتى إشعار آخر !!

"منتزه سعد".. مغلق منذ سنوات حتى إشعار آخر !!

"منتزه سعد".. مغلق منذ سنوات حتى إشعار آخر !!

"منتزه سعد".. مغلق منذ سنوات حتى إشعار آخر !!

طالب مواطنون ورواد سابقون لمتنزه سعد الوطني (100 كيلومتر شرق العاصمة الرياض) بضرورة إعادة افتتاحه والبت سريعا في أي مشكلة تعترض ذلك والعمل سريعا على إنهاء تطويره. ورجحوا إمكانية حل أي مشكلة ومعالجتها دون أن يؤدي ذلك إلى إغلاقه, وهو المشروع الذي أنفقت فيه الدولة مبالغ طائلة وبقي مغلقا عدة سنوات دون أن يستفاد منه. إلى ذلك تساءل كثيرون عن طول أمد إغلاق هذه الواحة, حيث كتب أحد رواد المتنزه عند بوابته الرئيسة بالخط الأحمر عبارة "ليش مسكر؟" ليقرأها الزوار بأسف, خصوصاً أولئك الذين تختزل ذاكرتهم صوراً جميلة لأوقات قضوها بين أفيائه. "الاقتصادية" قامت بزيارة هذا المتنزه ووقفت على آراء عدد من المواطنين ونقلت في ثنايا هذا التحقيق خلاصة آرائهم للمسؤولين سعيا منها إلى معرفة الوضع الراهن لهذا المرفق الحيوي مستشرفة مستقبله .. باحثة الكيفية التي سيفتح أبوابه عليها وسبل تطويره ووقت ذلك وخرجت بهذه النتيجة فإلى التفاصيل. زوار عائدون وآخرون يتسللون! وأنت بالقرب من بوابة المتنزه تلاحظ بعض الزوار يعودون أدراجهم مسرعين تتعالى أصوات محركات سياراتهم ما يوحي بامتعاضهم الشديد بعد أن أقبلوا فرحين بأن ينعموا بالجلوس وتناول وجبة الإفطار أو الغداء في ربوع المتنزه فوجدوه مغلقاً. أما بعضهم فيصر على الدخول متسللا من بين حطام حديد البوابة الرئيسة للمتنزه مصطحبين معهم وجبتهم وما خف من أغراضهم. قال لي أحدهم "من الضروري أن يتضمن تشغيل المتنزه خلال المرحلة المقبلة توفير الأمن للزوار ووسائل الترفيه والخدمات التي تلبي احتياجاتهم". ولجت إلى المتنزه من البوابة المحطمة ذاتها بعد صعود كومة من الرمل أمامه، يبدو أنها كانت قد استخدمت وعدد من قطع خرسانية وأحجار لمنع السيارات من الدخول إليه .. دخلت المتنزه لأجد غرفة الحارس وقد تم تهشيم نوافذها بالكامل فيما أصبحت عبارة تشير إلى وجود صندوق للاقترحات شيء من الماضي وبقايا من لوحات إرشادية وضعت هنا وهناك أحدها تمنع الصيد والأخرى تشير إلى مواقع الرحلات والمعسكرات ولوحة للإرشادات العامة وأخرى فيها خريطة للاستعلام وتحذيرات ومعلومات للطوارئ أصبحت فارغة من محتواها بسبب إغلاق المتنزه. #3# أسباب .. الإغلاق من جانبه, أوضح عبدو بن قاسم الشريف مدير عام إدارة الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة, أن إغلاق المتنزه جاء لأسباب أمنية بحتة بينما واصلت وزارة الزراعة الاهتمام بالجوانب الفنية (الزراعية) حيث تواصل العمالة العمل فيه حسب أوقات محددة. وزاد الشريف أن وزارة الزراعة غير معنية بالتشغيل الأمني للمتنزه في حين أن محافظة رماح المجاورة للمتنزه ليس لديها الإمكانات اللازمة لتوفير الحماية الأمنية اللازمة للمتنزه ما استدعى إغلاقه بعد حدوث بعض الحوادث. غرق أطفال تشير المعلومات الصحافية إلى أن إغلاق المتنزه خلال السنوات الماضية جاء على خلفية حادثة غرق أربعة أطفال في إحدى نوافير المتنزه قبل عدة سنوات.. فيما أكد كثيرون مطالبتهم بمعالجة المشكلة دون أن يتم إغلاقه أمام الزوار. دورنا يتمثل في تطوير المتنزهات من جانبها, أوضحت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن دورها يتمثل في تطوير المتنزهات الوطنية ومنها منتزه سعد الوطني من خلال تقديم الدعم الفني لوزارة الزراعة عند طرح تلك المتنزهات للاستثمار السياحي، حيث تم تشكيل فريق فني مشترك لتنظيم آلية الاستثمار في المتنزهات الوطنية، وكانت مهامه تحديد نطاق التطوير في المنتزه وقد قدرت مساحة التطوير المطلوب طرحها للاستثمار أكثر من 11 مليون متر مربع كما قام الفريق بوضع الضوابط الفنية للتطوير وآلية طرح المشروع للاستثمار ومعايير تقييم الشركات المنافسة المتقدمة لتطوير المتنزه. كما قامت الهيئة بعد انتهاء وزارة الزراعة من الإعلان عن المنافسة عبر الصحف المحلية بتلقي طلبات المستثمرين للمنافسة في المشروع، حيث عاود الفريق الفني مهامة مرة أخرى في تنفيذ بقية الإجراءات التي تمثلت بتحليل طلبات الاستثمار وفق المعايير المحددة سابقاً والتوصية بالمنافس الأنسب الذي يحقق المعايير والمتطلبات البيئية والتخطيطية والرفع بتوصيات الفريق لأصحاب القرار لاعتمادها ليتم بعد ذلك قيام وزارة الزراعة بتعميد المستثمر وتوقيع العقد للبدء في المشروع وقد كان الأمر كذلك في متنزه سعد وتم تنفيذ جميع مهام الفريق الفني التي تدخل فيها الهيئة العامة للسياحة والآثار ولم يتبق سوى توقيع العقد الذي هو من اختصاص وزارة الزراعة. تعميد المشغل.. قد يطول! توجهت إلى الجهة التي رسى عليها عطاء تشغيل المتنزه حدثني نائب المدير العام عن رؤى تطويرية كثيرة ووعدني بدعوة لحضور عرض عن الشكل النهائي للمتنزه ولكن كل ذلك سيكون بعد تعميده من قبل "الزراعة" .. مؤثرا الصمت حاليا إلى أن يحين ذلك الوقت. رؤى تطويرية عبثا حاولت أن أتساءل عما إذا كان موقع المتنزه غير مناسب كونه بعيدا عن مدينة الرياض وأنه ليس في منتصف الطريق بين الرياض والدمام ليستفيد منه من أرهقهم تعب الطريق, وهل موقع المتنزه مناسب لإقامة استثمار سياحي حيوي، أو إقامة فندق عالمي في تلك المنطقة الصحراوية على غرار فنادق صحاري النفوذ والسفاري التي تقوم بتشييدها بعض دول الخليج والعالم. #2# أسباب الوجود.. ترسم التطوير بحثت في المعلومات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة فوجدتها تشير إلى أن تشييد المتنزه جاء تلبيه لمطالب سكان الرياض لإيجاد متنفسات طبيعية بالقرب من مناطق الزحام السكاني تلبي حاجة المواطن السعودي لما يطلق عليه (سياحة البر), فقد أنشئ متنـزه سعد الوطني عام 1984 كأحد المواقع المطورة في بيئة صحراوية صرفة يحفظ لأبناء الوطن نمطا من أنماط حياتهم, حيث يقع المتنـزه على بعد 110 كيلو مترات شرق مدينة الرياض على يمين طريق الرياض ـ الدمام السريع ويبعد عن هجرة سعد نحو ثلاثة كيلومترات تقريبا, وهو جزء من محافظة رماح إحدى محافظات منطقه الرياض, التي تمثل الجزء الشمالي الشرقي من المنطقة بين خط العرض (25 06 57.4 N و47 35 48.5 E). كما تشير المعلومات ذاتها أيضا إلى أنه تم استزراع وتشجير مساحة 2.5 كيلو متر فيه بأنواع من الأشجار التجميلية والظليلة التي استجلبت في غالبها من خارج بيئات المملكة يبلغ عددها نحو خمسة آلاف شجرة, كما يضم الموقع المطور عددا من الاستراحات (21 استراحة) (ثلاثة مشاتل – سبع دورات مياه ـ 18 موقعا مشجرا – بئرين, إضافة إلى ثلاث آبار معطلة، مناطق لتخييم العائلات، وأخرى للعزاب، محطات ضخ وشبكات ري، ورشة صيانة، مبنى إداري، مسجد، حمام سباحة، وبركتي مياه فارغة), ويستهدف المشروع إلى الجذب السياحي لسكان منطقة الرياض بصفة عامة وسكان مدينة الرياض بصفة خاصة, إضافة إلى القادمين إلى المملكة من دول الخليج العربية عن طريق الدمام – الرياض السريع, وقد تم إعداد حقيبة استثمارية وطرح في منافسة عامة وجار حالياً إنهاء إجراءاتها. متنزهات أخرى في مقارنة لمتنزه سعد بالمتنزهات الأخرى في المملكة البالغ عددها تسعة متنزهات, أوضح مدير عام الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة أن متنزه الأحساء تمت ترسيته على مستثمرين وذلك بعد طرحه عدة مرات، فيما تم إقامة ندوة في عسير برئاسة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار لتشجيع الاستثمار في المتنزهات الوطنية هناك وتمت دعوة المستثمرين إليها وترسية متنزهي "الجرة" و"اليزيدية" فيما طرحت عموم المتنزهات الأخرى لاستثمارها من قبل القطاع الخاص. مستقبل المتنزه عدت إلى المهندس الشريف الذي كشف أن العمل جار لتحويل جميع المتنزهات ومنها متنزه سعد الوطني, لتكون استثمارا سياحيا حيويا, حيث تم طرح المتنزه وعدد من المتنزهات الأخرى في المملكة للاستثمار قبل عدة أشهر, ولقي مشروع الاستثمار في متنزه سعد الوطني رغبة من عدد من المستثمرين الذي تقدموا بعروضهم, وهو جاهز حاليا للتشغيل والاستثمار, كما تم عمل دراسة علمية لاستثمار المتنزه بالتعاون بين وزارتي الزراعة والهيئة العليا للسياحة وتم تضمين كراسة المنافسة المواصفات المطلوبة كافة التي تم استقبال طلبات المستثمرين على أساسها. واستبعد الشريف فكرة إقامة فندق عالمي على غرار ما قامت به بعض دول الخليج ودول العالم, مشيرا إلى أن التطوير سيتمحور حول إيجاد شاليهات وأنواع من الحيوانات, مؤكدا أن هذه الفكرة قد تكون مرغوبة أكثر لدى المواطنين بحيث تكون استراحات ذات خدمات جيدة وغرف منعزلة للعائلات تتوافر لها الحماية الأمنية من قبل إحدى الشركات الأمنية التي سيقوم المستثمر بالتعاقد معها لتوفير الحماية لرواد المتنزه, وهو ما يتطلب استكمال المتطلبات الإدارية ما قد يؤدي إلى امتداد عملية التطوير وأمدها إلى أربع سنوات تقريباً. واختتم الشريف حديثه لـ "الاقتصادية" بالإشارة إلى أن توجه الدولة يتمثل في طرح هذه المتنزهات للاستثمار من قبل القطاع الخاص, وهذا ما حدث لمتنزهات أخرى مثل متنزه الأحساء والجرة واليزيد ف منطقة عسير وغيرها من المتنزهات الأخرى. أخيرا لقد جاءت سلسلة الإجراءات الإدارية والقانونية في وزارة الزراعة وبعض الجوانب البيروقراطية التي يتطلبها إصدار عقد التأجير للمشغل والأفكار التطويرية (وإن كانت جميلة) لتضيف سنوات أخرى إلى السنوات التي بقي فيها هذا المتنزه مغلقا, ما يعني أن يمتد مصير هذا المتنزه مغلقا لفترة قد تصل إلى نحو عشر سنوات في أحسن الأحوال أو أن يكون مجهولا ما يمثل هدرا ماليا حقيقا، وإحباطا لكثير من مرتاديه, خصوصا إذا ما علمنا أن عملية التطوير تشمل القضاء على عديد من الجوانب الفنية (الزراعية) التي استمرت وزارة الزراعة في العناية بها, حسب إفادة مدير عام الموارد الطبيعية.. ما يحدونا إلى أن نعقد الآمال في المسؤولين في وزارة الزراعة لدعم فتح أبواب هذا المتنزه للجمهور في أقرب وقت ممكن وبالشكل المناسب. متنـزه سعد الوطني مرت فكره المتنـزهات الوطنية عالمياً عبر مراحل انتقال الإنسان في حضارات مدنية متعددة كتعبير عن حاجته الملحة إلى العودة إلى الطبيعة فتطورت فكره المتنـزه وخصائصه عبر الثقافات حتى أخذت أخيرا بعدا علمياً تم تعريف المتنـزه فيه من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة على أنه تلك المنطقة الطبيعية التي تعين بمقتضى القانون للحفاظ على نظام أو أنظمه بيئية متفردة بالاشتمال على تمثيل كامل للنماذج النباتية والحيوانية المستوطنة أو المظاهر الطبيعية وغير العادية أو التي تعكس قيما جمالية أو علمية أو تعليمية أو ثقافية أو تاريخية, وذلك لمصلحة رفاهية المواطنين.
إنشرها

أضف تعليق