أرملة الجوف: منزلها بلا أسوار .. والسيارة تشاركها المصروف

أرملة الجوف: منزلها بلا أسوار .. والسيارة تشاركها المصروف

(لولا ضيقة الحال والله ما تكلمت) , كانت هذه آخر الكلمات التي سمعتها من ( ن , م ) أرملة تعول ثمانية أيتام بين ذكور وإناث في إحدى قرى منطقة الجوف , تحدثت (ن,م) وفي نبرات صوتها ألم مصارعة الحياة القاسية , تطلب وتستنجد أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة مساعدتها بما تجود به أنفسهم الطاهرة. تقول (ن, م) بعد أن توفي زوجي قبل سنوات ترك لي مبلغا بالكاد أبني به بيتا صغيرا يجمع شتاتي وأبنائي, إلا أن الحال توقفت قبل بناء أسوار ذلك البيت, وأردفت قائلة: بعد أن كبرن بناتي أحسست بأهمية الأسوار لبيت عاش خارج أسوار الحياة الكريمة منذ وفاة زوجي , وأضافت تسرد معاناتها بكلمات أخفتها ملامح الدموع, الشتاء الذي بدأ يجتاح المنطقة هذه الأيام زاد من معاناتي فلا أستطيع أن ألبي حاجة أبنائي من الملابس الخاصة بالشتاء , وأضافت , أحصل على ضمان اجتماعي لا يتجاوز 2600 ريال لبيت له متطلباته وأبناء لهم مستلزماتهم, حاولت مرارا البحث عن وظيفة ولو بمرتب زهيد إلا أن محاولاتي كانت يائسة في الوقت الذي لم تجد فيه من تحمل مؤهلات علمية عالية وظيفة. " أثقلت كاهلي الديون" هنا فتحت لنا (ن, م) ملفا آخر من ملفات حياتها القاسية لتتحدث بنبرة العاجزة أن الديون بدأت تتراكم وأصحاب الديون يطلبون مستحقاتهم , وهي تقول , هم لا يعلمون مدى الهموم التي تأتيني كأمواج من البحر , لقمة العيش تبدو لنا صعبة , وحياتنا مغلفة بالبؤس وضيق الحال. (سيارتنا أصبحت تقاسمنا معيشتنا) , تقول ومعاناتها تطول , سيارتنا متهرئة نصرف عليها قيمة إصلاح شهريا ما يزيد على 500 ريال حتى أصبحت أحسبها ضمن أفراد أسرتي بمصروفاتها الشهرية. هنا تقف وأنا أبدأ, مستنجدا بكم أن تقدروا معاناة هذه الأرملة في بلاد من كفلوا الأيتام ومدوا أياديهم البيضاء للأرامل, ساعدوها بما تستطيعون, فبيتها بلا أسوار, ومعيشتهم ديون متراكمة, وسيارتهم متهرئة, وشتاؤهم قاس أشد قسوة من غيرهم. * يحتفظ الزملاء في مكتب "الاقتصادية" في الجوف بجميع العناوين والأرقام التي تخص الحالة، ووقفوا عليها مباشرة بيد أنها طلبت عدم تصوير المنزل.
إنشرها

أضف تعليق