زعماء العشرين يتوصلون إلى صيغة مشتركة لبيانهم الختامي

زعماء العشرين يتوصلون إلى صيغة مشتركة لبيانهم الختامي

زعماء العشرين يتوصلون إلى صيغة مشتركة لبيانهم الختامي

جاء في مسودة بيان لقمة مجموعة العشرين ان زعماء العالم المجتمعين اتفقوا اليوم على العمل معا لاستعادة النمو الاقتصادي وتنفيذ اصلاح للنظام المالي العالمي. وجاء في المسودة سيوجه عملنا وفقا للقناعة المشتركة بان مبادىء السوق والتجارة المفتوحة ونظم الاستثمار وأسواق المال التي تنظم بشكل فعال تشجع الحركة والابداع وحسن الادارة اللازمة للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل والحد من الفقر. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد رحب بقادة دول 20 أكبر اقتصاديات في العالم اليوم السبت أثناء حضورهم القمة الاقتصادية الرامية الى ارساء الاستقرار بالنظام المالي ووقف التراجع الاقتصادي العالمي. وأعرب بوش عن سعادته بالنتائج المبكرة للقمة بعدما عقد القادة المجتمعون عشاء عمل بالبيت الابيض الليلة الماضية ولكنه حذر مجددا من قيام الدول بفرض قيود على الاسواق الحرة والتجارة كنتيجة للازمة المالية. وقال بوش أثناء ترحيبه بالقادة في مبنى المتحف الوطني في واشنطن يسعدني أننا نبحث وسيلة للتقدم باتجاه ضمان عدم حدوث مثل هذه الازمة مرة أخرى. ويسعدني أن القادة أعادوا التأكيد على أهمية مباديء الاسواق المفتوحة والتجارة الحرة . وقد أشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن العولمة وزيادة الاعتماد المتبادل بين الدول حتم وجود الدول الناشئة المهمة في عضوية المجموعة، ما يجعل دورها حيويا وضروريا في التصدي للقضايا الاقتصادية العالمية. حيث اثبتت خلال السنوات الماضية قدرتها على بناء التوافق بين الدول المتقدمة والناشئة، ومن ذلك المساهمة في دفع الإصلاحات في صندوق النقد الدولي، وفي تطبيق المعايير الدولية، وفي توفير نقاشات بناءة حيال التغيرات السكانية، وامن الطاقة، والتجارة وغيرها من القضايا المهمة. وأضاف الملك عبدالله أن هذه الأزمة المالية العالمية الفريدة في الحجم والنوع وسرعة الانتشار والمخاطر الماثلة تؤكد أهمية التنسيق والتعاون الدولي لإيجاد حلول مناسبة لها ولآثارها. مشيرا إلى أن هذه الأزمة كشفت أن العولمة غير المنضبطة والخلل في الرقابة على القطاعات المالية أسهمتا في الانتشار العالمي السريع لها. إن من أهم الدروس التي أتت بها هو انه لا يمكن للأسواق تنظيم نفسها، ولذلك فان الحاجة ماسة وملحة لتطوير الجهات والأنظمة الرقابية على القطاعات المالية. وتعزيز دور صندوق النقد الدولي في الرقابة على هذه القطاعات في الدول المتقدمة. وتوقع خادم الحرمين الشريفين من الدول المانحة وكل من صندوق النقد والبنك الدوليين والمؤسسات المالية الأخرى القيام بدورها في هذه الأزمة من دعم للدول النامية خاصة الفقيرة منها لتتمكن من مواجهة أثار الأزمة على اقتصاداتها. ومن الضروري أن نعمل جميعا لمواصلة جهود تحرير التجارة والاستثمار والتي أدت خلال العقود الماضية إلى تحسين مستويات المعيشة العالمية وانتشال الملايين من الفقر. وأكد الملك عبدالله أن المملكة ستستمر باتخاذ السياسات الاقتصادية الضرورية . وللعمل على ضمان ذلك، سنواصل تنفيذ برنامج الاستثمار الحكومي بالإنفاق على المشاريع والخدمات الأساسية، وتعزيز الطاقة الاستيعابية. حيث نتوقع أن يتجاوز برنامج الاستثمار للقطاعين الحكومي والنفطي الـ 400 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة. كما أننا مستمرون بالتنسيق مع الدول العربية فيما ينبغي عمله لضمان تخفيف الآثار السلبية لهذه الأزمة على منطقتنا. كما سنستمر بالقيام بدورنا في ضمان استقرار السوق البترولية، وفي مساعدة الدول النامية بالتعاون مع المجتمع الدولي، لضمان عودة الانتعاش والنمو للاقتصاد العالمي. وأكد الملك أن المملكة العربية السعودية تدرك الدور المحوري والمهم الذي تؤديه في الاقتصاد العالمي، ومن ذلك العمل على استقرار سوق البترول الدولية، ومن هذا المنطلق قامت سياسة المملكة البترولية على أسس متوازنة، تأخذ في الاعتبار مصالح الدول المنتجة والمستهلكة ومن اجل ذلك تحملت المملكة كثيرا من التضحيات، ومنها الاحتفاظ بطاقة إنتاجية إضافية مكلفة تصل إلى حوالي ( 2 ) مليون برميل يومياً، حرصا منها على نمو الاقتصاد العالمي بصورة تحفظ مصالح جميع الأطراف . جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية . ومن المتوقع أن يوقع الزعماء الدوليون إتفاقا سوف يغلق كافة الثغرات في تنظيم أسواق المال العالمية. وقد منح وزراء المالية موعدا نهائيا في 31 مارس لصياغة تفاصيل محددة ويعقبها عقد قمة أخرى لقادة مجموعة العشرين في وقت لاحق طبقا للمسودة. ويحتمل بشكل كبير أن يعقد المؤتمر التالي في لندن ، إلا أن الاعلان الرسمي يتوقع أن يصدر في وقت لاحق اليوم السبت. وتأتي خطوة فرض مراقبة أفضل على أسواق المال العالمية في أعقاب جولة من الازمات في البورصات والتراجع الحاد في الاقتصاد العالمي. وتوقع صندوق النقد الدولي حدوث ركود عالمي في عام 2009 . وقال خوسيه رودريجيث ثاباتيرو رئيس الوزراء الاسباني إن أساسيات الاقتصاد غير سيئة. ونحن نستطيع ويجب أن نخرج من هذا الوضع ولكننا نريد أفعالا منسقة من أجل ذلك. وكان الرئيس الأمريكي قد أقام مساء أمس مأدبة عشاء في البيت الابيض. شرب خلالها نخب ضيوفه الحاضرين في مستهل مأدبة العشاء الذي يشارك فيه للمرة الاولى رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين. ومن المقرر أن يتوافق القادة الذين يجتمعون حتى السبت في العاصمة الأميركية، لاستراتيجية منسقة لمعالجة اسوأ أزمة تضرب الاقتصاد العالمي منذ 1929 وتهدد باغراقه في انكماش خطير.
إنشرها

أضف تعليق